قالت رئيسة مجلس النواب أنيتا ديميتريو خلال جلسة عامة استثنائية للمجلس، عقدت لإدانة انقلاب 15 تموز/يوليو 1974 والغزو التركي، إنه على المجتمع الدولي ولا سيما الاتحاد الأوروبي أن ينتقل من الأقوال إلى الأفعال فيما يخص القضية القبرصية.
أقيمت الجلسة بحضور رئيس الجمهورية ورئيس أساقفة قبرص والوزراء ووزراء الدولة وسفير اليونان ورئيس وأعضاء رابطة مقاتلي 1974. وسبق الكلمات دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل الديمقراطية والحرية.
أكدت ديميتريو أنه في ظل الجمود الحاصل في القضية، فإن مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، وإعادة تعيين المبعوث الخاصة ماريا أنجيلا هولغين، تعتبر خطوة إيجابية، وكذلك تعيين يوهانس هان مبعوثاً خاصاً للاتحاد الأوروبي.
وقالت إن المؤتمر غير الرسمي الذي سيُعقد في نيويورك "يجب أن يكون خطوة أخرى نحو استئناف المفاوضات"، مشددة على ضرورة "إشراك المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بشكل أكثر فاعلية"، وأن قبرص "يجب أن تتحرك ضمن تطورات المشهد الدولي وبالتنسيق التام مع اليونان".
أضافت أنه "لا يمكن معالجة القضية القبرصية بمعزل عن المتغيرات الدولية"، وأن على تركيا أن تفهم أن علاقتها بالاتحاد الأوروبي مرتبطة بسلوكها في الملف القبرصي.
وأشارت إلى أن الهدف النهائي لتركيا هو التغيير الكامل للطابع الديموغرافي في المناطق المحتلة ومحو كل ما هو يوناني ومسيحي، وأنها تفرض وقائع جديدة على الأرض بشكل منظم.
تحدثت رئيسة مجلس النواب عن الأحداث التي تمت في 15 و20 يوليو 1974 قائلة، إنها "جروح لم تندمل جراحها بعد"، ووصفتها بأنها أيام شهدت تغييراً عنيفاً في مسار التاريخ بسبب الخيانة والهمجية، داعية إلى تأمل وطني نحو الحقيقة والعدالة.
وأكدت أن تركيا انتهكت وتواصل انتهاك كل قواعد القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، عبر احتلالها غير القانوني لأكثر من 36% من أراضي جمهورية قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 20 عاماً.
شددت ديمتريو على أنه "لا يمكن تزوير التاريخ، ولن نسمح بذلك"، مستذكرة ضحايا الغزو التركي والمفقودين والمحاصرين في الشمال، والنساء اللاتي عانين في صمت لعقود.
أنهت رئيسة مجلس النواب كلمتها بتوجيه التحية للأجيال الجديدة التي لم تعش المآسي لكنها ورثت مسؤولية الذاكرة والإرادة لبناء مستقبل أفضل.
يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تُسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تُذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عُقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نهاية تموز/يوليو، عقب اجتماع مماثل عُقد في جنيف يومي 17 و18 أذار/مارس. كما أعلن غوتيريش أنه سيُعيّن مبعوثاً شخصياً جديداً بشأن قبرص للتحضير للخطوات التالية، في حين اتفق الجانبان على المضي قدماً في عدد من المبادرات، تشمل فتح المزيد من المعابر وإنشاء لجنة فنية للشباب، ومبادرات أخرى في المنطقة العازلة وفي جميع أنحاء الجزيرة.
بالفعل، قام الأمين العام للأمم المتحدة في مطلع أيار/مايو بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثاً شخصياً له إلى قبرص، مكلفة بإعادة التواصل مع الأطراف المعنية للعمل على الخطوات التالية بشأن القضية القبرصية وتقديم المشورة له. شغلت هولغوين منصب المبعوث الشخصي للأمين العام إلى قبرص من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2024.
كما عينت المفوضية الأوروبية يوهانس هان المفوض الأوروبي السابق، مبعوثاً خاصاً لقبرص للمساهمة في عملية التسوية، بالتعاون الوثيق مع هولغوين.
واق AAR/AGK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية