(أنسامد) - ديسمبر 16 - روما - سلّطت أعمال ترميم مزار القديس أنطونيو الفرنسيسكاني في مدينة بولا، بمقاطعة ساليرنو، الضوء على لوحة جدارية بالغة الأهمية بعنوان «النزول إلى الجحيم»، وهي عمل فني ذي قيمة تاريخية ولاهوتية كبيرة، يُنسب إلى الرسام اللوكاني بيترو أنطونيو فيرو، الذي نشط في أوائل القرن السابع عشر.
ويهدف مشروع الترميم إلى استعادة صفاء الألوان ودقة التفاصيل الأصلية، بما يسمح بإعادة قراءة أكثر شمولاً لإحدى الدورات التصويرية الأقل شهرة، لكنها من الأكثر أهمية في جنوب إيطاليا.
وتستلهم اللوحة نماذج أيقونية من القرن السادس عشر، وتتناول موضوع الفداء الشامل، حيث يظهر المسيح القائم من بين الأموات حاملاً الصليب ورموز الانتصار على الموت، وهو يقتحم العالم السفلي، محطمًا أبوابه، ومحررًا آدم وحواء ويوحنا المعمدان والأنبياء.
ويتجلى المشهد داخل بنية معمارية مرسومة ومعقدة، تمنح العمل توازنًا بصريًا وقوة سردية، وتعكس براعة فنية عالية في توظيف الفضاء والتكوين.
وقد جرى عرض الأبعاد الأيقونية والعقائدية للوحة الجدارية خلال لقاء عام قدّمه الراهب ميمو مارسيليانو واللاهوتية لوريلا بارينتي، حيث تم تسليط الضوء على العلاقة العميقة بين الفن والتعليم المسيحي والروحانية الفرنسيسكانية.
وتخلل الحدث عروض موسيقية لعازف الفلوت برناردو ترامونتانو، في إطار برنامج ثقافي أوسع يهدف إلى تعزيز القيمة الفنية والروحية للمزار.
وحضر الفعالية عدد من الشخصيات الدينية والرسمية، من بينهم قيّم الدير الراهب ماركو ديلا روكا، وعمدة بولا ماسيمو لوفيزو، وعضو المجلس الإقليمي لكامبانيا كورادو ماتيرا.
ويُعد مزار القديس أنطونيو الفرنسيسكاني في بولا، الذي تأسس عام 1541، واحدًا من أهم المجمعات الدينية والفنية في إقليم كامبانيا.
وقد أُعلن معلمًا وطنيًا عام 1925، ويضم تراثًا باروكيًا غنيًا، من بينها أعمال الفنان ميشيل راغوليا والراهب أوميل دا بيتراليا.
كما أُدرج المزار عام 2012 ضمن قائمة «عجائب إيطاليا الألف»، فيما اعترفت الكنيسة عام 2011 بتمزق تمثال القديس الذي وقع عام 2010 باعتباره حدثًا «غير قابل للتفسير تجريبيًا».
(أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA