أفادت الممثل الدائم لقبرص لدى الأمم المتحدة السفيرة ماريا ميخائيل في رسالة مؤرخة في 30 حزيران/يونيو 2025، بانتهاكات القوات التركية ضد قبرص بين تموز/يوليو وكانون الأول/ديسمبر 2024، مشيرةً إلى ما مجموعه "989 انتهاكاً جوياً و45 انتهاكاً بحرياً"، من بينها 264 انتهاكاً لطائرات عسكرية تركية مُسيّرة.
كما أشارت إلى أن تركيا أصدرت أيضاً "بشكل غير قانوني 5 إشعارات جوية و12 إشعاراً بحرياً" لإجراء مناورات عسكرية مخترقة المجال الجوي القبرصي.
أشارت السفيرة ميخائيل أيضاً إلى أن "هذه الإجراءات تُشكل انتهاكاً لسيادة قبرص واستقلالها وسلامة أراضيها، وبالتالي لميثاق الأمم المتحدة"، مضيفةً أن هذا السلوك "يقوض الاستقرار الإقليمي والسلام وآفاق التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للقضية القبرصية في إطار قرارات مجلس الأمن".
كما استنكرت السفيرة ميخائيل تصرفات تركيا في المنطقة العازلة وفي منطقة فاروشا المُسيّجة، مُسلّطةً الضوء على "تجاهل أنقرة للقانون الدولي". وأكدت أن "التحويل غير القانوني للمنطقة المُسيّجة مستمرٌّ بلا هوادة" رغم القرار 550 (1985) ودعوات مجلس الأمن الواضحة.
وقالت "إنّ التطوير المُستمر للبنية التحتية العسكرية في المناطق المُحتلة المُكتظة أصلًا بالسلاح ما هو إلا جزء من سلوك تركيا العدواني المُستمر في قبرص. إن مثل هذه الإجراءات تكشف عن نوايا أنقرة في إدامة احتلالها، وتنطوي على مخاطر جسيمة ليس فقط على أمن قبرص وسيادتها وسلامة أراضيها، بل على أمن واستقرار منطقتنا المُضطربة بالفعل".
اتهمت ميخائيل تركيا "بالترويج لحل الدولتين بينما تُبذل جهود دبلوماسية لاستئناف المفاوضات، وقالت "أنه "لسوء الحظ، لا تزال هذه الجهود تُقوَّض بسبب إصرار الجانب التركي على مواقف تقع بشكل واضح خارج الإطار الذي حددته الأمم المتحدة لحل المشكلة القبرصية. وفي الوقت نفسه، تتجلى هذه المواقف غير المقبولة بشكل متزايد من خلال أعمال استفزازية على الأرض في قبرص، فضلاً عن تصاعد الجهود الرامية إلى الترويج لرفع المستوى الدولي للكيان الانفصالي".
وأشارت ميخائيل إلى أن "جمهورية قبرص لا تزال ملتزمة باتحاد ثنائي من منطقتين وطائفتين مع المساواة السياسية، كما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على الرغم من العراقيل التي تضعها تركيا وإدارتها المحلية التابعة لها أمامنا". وأكدت أيضاً أن حكومة جمهورية قبرص عازمة على بذل كل جهد ممكن بالتعاون مع الأمين العام والمبعوث الشخصي لتهيئة الظروف للعودة إلى المفاوضات الرسمية، بهدف إعادة توحيد قبرص وشعبها.
يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تُسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تُذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عُقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نهاية تموز/يوليو، عقب اجتماع مماثل عُقد في جنيف يومي 17 و18 أذار/مارس. كما أعلن غوتيريش أنه سيُعيّن مبعوثاً شخصياً جديداً بشأن قبرص للتحضير للخطوات التالية، في حين اتفق الجانبان على المضي قدماً في عدد من المبادرات، تشمل فتح المزيد من المعابر وإنشاء لجنة فنية للشباب، ومبادرات أخرى في المنطقة العازلة وفي جميع أنحاء الجزيرة.
بالفعل، قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مطلع أيار/مايو بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثاً شخصياً له إلى قبرص، مكلفة بإعادة التواصل مع الأطراف المعنية للعمل على الخطوات التالية بشأن القضية القبرصية وتقديم المشورة له. شغلت هولغوين منصب المبعوث الشخصي للأمين العام إلى قبرص من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2024.
كما عينت المفوضية الأوروبية يوهانس هان المفوض الأوروبي السابق، مبعوثاً خاصاً لقبرص للمساهمة في عملية التسوية، بالتعاون الوثيق مع هولغوين.
توصف فاروشا - الجزء المُسيّج من مدينة فاماغوستا التي تحتلها تركيا، بأنها "مدينة أشباح".
يعتبر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 550 (1984) أي محاولات لتوطين أي جزء من فاروشا من قِبل أشخاص غير سكانها الشرعيين أمر غير مقبول، ويدعو إلى نقل هذه المنطقة إلى إدارة الأمم المتحدة. كما حث قرار مجلس الأمن رقم 789 (1992) على أنه، بهدف تنفيذ القرار رقم 550 (1984)، يجب توسيع نطاق المنطقة الخاضعة حالياً لسيطرة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص لتشمل فاروشا.
فتح الجانب التركي في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2020 جزءاً من المنطقة المُسيّجة في فاروشا، عقب إعلان صدر في أنقرة في 6 تشرين الأول/أكتوبر. ثم أعلن زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار في تموز/يوليو 2021 عن رفع جزئي للوضع العسكري في فاروشا.
واق GGA/MK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية