(أنسامد) - ديسمبر 22 - روما - بعد مرور أكثر من ستة عشر عامًا على ليلة السادس من أبريل/نيسان 2009 المأساوية، والزلزال الذي دمّر مدينة لاكويلا، يعود متحف موندا - المتحف الوطني لأبروتسو - أحد أبرز رموز المدينة وكنوز ذاكرتها الفنية، إلى موطنه التاريخي في قلعة المدينة التي تعود إلى القرن السادس عشر.
ويعود المتحف في موقع مُجدد بالكامل، بتصميم عصري يدمج بين العرض المتحفي التقليدي وتقنيات السرد الحديثة، على أن تُفتح أبوابه للجمهور ابتداءً من 20 ديسمبر/كانون الأول.
وقد روعي في المشروع تحقيق أعلى معايير سهولة الوصول المادي والمعرفي والحسي، إلى جانب تزويد المبنى بأنظمة متطورة لمقاومة الزلازل والاهتزازات، بما يضمن حماية المجموعات الفنية والزوار على حد سواء.
وخلال تقديمه للموقع الجديد، قال ماسيمو أوسانا، المدير العام لمتاحف وزارة الثقافة الإيطالية (MIC): «إن عودة المتحف الوطني لأبروتسو إلى قلعة لاكويلا تمثل خطوة ذات دلالة رمزية وثقافية بالغة الأهمية.
فهي ليست مجرد عودة متحف إلى موطنه التاريخي، بل علامة ملموسة على مسار إعادة إعمار وضع التراث في صميمه باعتباره ثروة عامة، وأداة للمعرفة، وعنصرًا من عناصر التماسك المجتمعي».
وأضاف أن «المعرض الجديد هو ثمرة عملية طويلة ومعقدة جمعت بين البحث والترميم والتصميم المتحفي، وأعادت إتاحة الوصول إلى المجموعات التي تضررت علاقتها بالجمهور بشدة عقب أحداث عام 2009».
من جهتها، أكدت فيديريكا زالابرا، مديرة متحف موندا، أن «اليوم لا نُدشن معرضًا جديدًا فحسب، بل نُعيد إلى المدينة مكانًا للذاكرة الجماعية، وإلى الإقليم أداة أساسية لفهم تراثه».
وأضافت: «لقد عادت القلعة لتكون متحفًا معاصرًا، نابضًا بالحياة، مفتوحًا للجميع، ومتفاعلًا مع المجتمع المحلي ومع البحث العلمي الدولي».
بدوره، قال سلفاتوري بروفنزانو، رئيس المكتب الخاص لإعادة إعمار لاكويلا، بحضور عمدة المدينة بييرلويجي بيوندي:«لقد كان هذا المشروع تحديًا كبيرًا سعينا إليه بإصرار، وأنجزناه بجهد كبير ورضا عميق، إيمانًا منا بأن إعادة إعمار المدينة - حتى في بعدها غير المادي - عنصر أساسي في نهضتها».
وقد تسلّم المتحف الأعمال الفنية في يونيو/حزيران 2025 من الأمانة الإقليمية السابقة لأبروتسو. وتضم المساحات المفتوحة حاليًا، الواقعة في الطابقين الأرضي والأول من الجناح الجنوبي الشرقي للقلعة، 98 عملًا فنيًا. ويأخذ المعرض الزوار في رحلة تمتد من العصور الوسطى حتى القرن السادس عشر، وهو ما يمثل جوهر المجموعات الدائمة للمتحف.
ويعتمد المسار المتحفي على تركيبات فنية تفاعلية وسرد بصري يوثق تاريخ القلعة منذ تأسيسها في القرن السادس عشر وحتى يومنا هذا، إضافة إلى مساحات بأرضيات زجاجية مطبوعة تُعيد إنتاج المخططات التاريخية للمدينة.
ومن المقرر نقل المجموعات المتبقية تدريجيًا - بما في ذلك القسم الأثري، والأعمال الفنية من القرن السابع عشر وحتى الفن المعاصر - وفق مشروع متحفي محدد مسبقًا، على أن يتم تسليم وتركيب الطابق الثاني بحلول نهاية عام 2027، مما سيُعيد المبنى التاريخي بالكامل إلى وظيفته المتحفية.
ويتيح المعرض للزوار الاطلاع على عدد من الاكتشافات الأثرية البارزة، من بينها تقويم أميترنوم، وهو لوح حجري يعود إلى أوائل القرن الأول الميلادي جُمع من عدة أجزاء، ويُرجح أنه كان معروضًا في ساحة مدينة أميترنوم، إضافة إلى تمثال هرقل الذي يُعتقد أنه كان قائمًا عند مدخل المسرح القديم. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA