APS 12/25/2025

APS - المتحف الوطني للفنون الجميلة يحتفي بالذكرى الأربعين لوفاة الفنان محمد إسياخم

الجزائر- احتفى المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة, أمس الاثنين بالجزائر العاصمة, بالذكرى الأربعين لوفاة الفنان التشكيلي الجزائري محمد إسياخم, من خلال تسليط الضوء على مساره الإبداعي وأبرز أعماله الفنية.

وشهد هذا اللقاء الاحتفائي مشاركة عدد من الفنانين التشكيليين, إلى جانب نجل الفنان الراحل, يونس إسياخم, حيث تم التطرق إلى محطات بارزة من المسيرة الفنية لمحمد إسياخم وإسهاماته في الفن التشكيلي الجزائري.

وتحدث يونس إسياخم عن جديد الموقع الإلكتروني الذي أسسه سنة 2023 والمخصص لسيرة الفنان إسياخم, والمتمثل في إطلاق خاصية الزيارة الافتراضية لرواق إسياخم.

ويضم هذا الرواق الرقمي 110 لوحة فنية, قدمت وفق تسلسل كرونولوجي مدروس ومرفق بشروحات توضيحية, بما يتيح للزائر تتبع التحولات الجمالية والتقنية في تجربة الراحل, ورصد تطور ريشته عبر مختلف مراحل مساره الإبداعي.

واعتبر يونس إسياخم أن الموقع الالكتروني بكل ما يضمه من معلومات هو "خطوة ضرورية في سبيل التدوين والتوثيق" جاءت تتويجا لسنوات طويلة من العمل الدؤوب والبحث الجاد في تاريخ الفنان, وهو المسار الذي بادر به الباحث والمختص في الفن التشكيلي الجزائري جعفر أينال.

وأضاف أن هذا الموقع لا يكتفي بالتعريف بالسيرة الفنية, بل "يدافع عن ذاكرة الفنان" ويحفظ إسهاماته في تاريخ الفن التشكيلي الجزائري", مؤكدا في السياق ذاته أن جميع المعلومات الواردة فيه "موثقة ومراجعة بدقة", سواء تعلق الأمر بالأعمال الفنية, أو بالسيرة الذاتية, أو بالصور والشهادات, وغيرها من المحطات التي أسهمت في تشكيل ملامح شخصيته الفنية ومساره الإبداعي.

وفي هذا الصدد, أوضح أن عائلة إسياخم قامت بالتبرع بمجمل لوحات الفنان إلى المتاحف الجزائرية, تنفيذا لوصيته, باعتباره كان يؤمن بأن الفن يشكل ذاكرة جماعية للجزائريين و يتعين أن يكون متاحا للجميع.

وبدوره, أشاد الباحث والمختص جعفر أينال بخصال الفنان الراحل محمد إسياخم, الذي جمعته به صداقة طويلة وتعاون ثري في مجال الإبداع. فقد تميز, كما يقول, بصفات إنسانية راقية, جمع فيها بين التواضع والكرم ومحبة الآخر, إلى جانب حساسية مفرطة شكلت أحد منابع إبداعه.

وأضاف أن إسياخم كان "شديد التأثر" بالأحداث التي عاشها في طفولته, كما حمل في وجدانه معاناة الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار, فجاءت أعماله الفنية تعبيرا صادقا عن رفضه لكل ما يمس بكرامة الإنسان واستنكارا لكل أشكال القهر والظلم.

كما قدم المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة مجموعة أصيلة من أعمال الفنان إسياخم, جاءت شاهدة على مسار إبداعي متفرد تشكل عبر سنوات طويلة من البحث والتجريب. منها لوحة "مائل" (1982), و"أمومة", و"حالات حمل", و"أحمر", و"اكتئاب", و"شارع القصبة", و"منظر طبيعي", و"صورة ذاتية", حيث تتجلى الحالات الشعورية للفنان وتتجسد رؤاه الداخلية, وتحولت اللوحة مساحة للتأمل ومرآة لذات قلقة, تبحث عن المعنى بين الخط واللون والفراغ.

 

ونظمت بالمناسبة ورشة رسم لفائدة طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة, تحت إشراف الأستاذ محند أمقران, خصصت لإعادة إنجاز بعض أعمال الفنان إسياخم, في إطار التعريف بإرثه الفني وترسيخ ذاكرته الإبداعية.

ويعد الفنان محمد إسياخم, من أبرز الوجوه الفنية في الجزائر خلال القرن العشرين, ولد بأزفون ولاية تيزي وزو سنة 1928, وتوفي سنة 1985, وصنع لنفسه مسارا فريدا جعله رمزا للالتزام الفني والإنساني