CNA 12/16/2025

CNA - قبرص وفرنسا توقعان شراكة استراتيجية وخريستوذوليذيس يصف اليوم بالتاريخي

وصف رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس اليوم بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين قبرص وفرنسا في باريس، بأنه "يوم تاريخي" في مسار العلاقات الثنائية، وذلك عقب لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث وقع الجانبان إعلاناً استراتيجياً مشتركاً وخطة عمل تحددان إطار التعاون في المرحلة المقبلة.

 

قال الرئيس خريستوذوليذيس في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع، إن فرنسا تُعد شريكاً استراتيجياً رئيسياً لقبرص على المستويين الثنائي والأوروبي، مشيراً إلى أن الاتفاق الجديد يعزز العلاقات بين البلدين ويأخذها إلى مستوى أكثر عمقاً وطموحاً، في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة التي تواجه أوروبا والمنطقة.

 

وأوضح أن زيارته إلى باريس تأتي في ختام جولته على عدد من العواصم الأوروبية، وقبل 16 يوماً من تولي قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن توقيتها يعكس أهمية التنسيق الوثيق مع فرنسا، باعتبارها شريكاً موثوقاً وتجمعها بقبرص قيم ومصالح مشتركة ورؤية استراتيجية موحدة لمستقبل الاتحاد الأوروبي.

 

أضاف أن المباحثات مع الرئيس ماكرون تناولت عدداً واسعاً من القضايا الثنائية والأوروبية، من بينها دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وتعزيز التنافسية الأوروبية، ومناقشة الإطار المالي المتعدد السنوات للفترة 2028–2034، إلى جانب قضايا الأمن والدفاع وتعزيز التماسك الاجتماعي داخل الاتحاد الأوروبي.

 

وأشار الرئيس خريستوذوليذيس إلى أن المحادثات شملت أيضاً التطورات الإقليمية في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط، واصفاً هذه المناطق بأنها تمثل "بيئة مليئة بالتحديات، ولكنها أيضاً ذات فرص استراتيجية كبيرة لأوروبا"، مؤكداً أن قبرص وفرنسا ستواصلان التنسيق والعمل المشترك في هذه الملفات، لا سيما خلال فترة الرئاسة القبرصية المقبلة للاتحاد الأوروبي.

 

وفي ما يتعلق بمضمون الشراكة الجديدة، أوضح خريستوذوليذيس أن الإعلان الاستراتيجي المشترك وخطة العمل المرافقة لهما يهدفان إلى الارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى أكثر تنظيماً وتوجهاً نحو النتائج، مع التركيز على مجالات الطاقة، والدفاع والأمن، والتعليم، والثقافة، والابتكار، بما ينسجم مع متطلبات المرحلة الحالية.

 

وأكد أن فرنسا تمثل شريكاً مهماً لقبرص في قطاعي الطاقة والدفاع، مشيداً بالدور الذي تلعبه شركة «توتال» الفرنسية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وبالتعاون المتنامي بين وزارتي الدفاع في البلدين، بما في ذلك في إطار آليات الاتحاد الأوروبي، مع الإشارة إلى العمل على استكمال اتفاقية وضع القوات في المستقبل القريب.

 

كما أبرز الرئيس خريستوذوليذيس أهمية العلاقات الشعبية بين البلدين، ولا سيما في مجالي التعليم والثقافة، معرباً عن تقديره للدعم الفرنسي لانضمام قبرص الكامل إلى منطقة شنغن اعتباراً من عام 2026، وكذلك للموقف الفرنسي الثابت من القضية القبرصية ودعمه الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل شامل ودائم، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ وتشريعات الاتحاد الأوروبي.

 

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية يشكل "خطوة مهمة" تعكس مستوى الثقة المتبادلة بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه الشراكة ترفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة، مع التركيز على الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية، والابتكار، والتحول البيئي والرقمي، والتعليم، والثقافة، إلى جانب التعاون في مجالي الأمن والدفاع.

 

أكد ماكرون أن التعاون الدفاعي والأمني مع قبرص يمثل عنصراً مهماً في انخراط فرنسا في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مشيراً إلى الوجود البحري الفرنسي المنتظم في الموانئ القبرصية، والمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة يعكس التزام البلدين بأمن واستقرار المنطقة.

 

بحسب الرئيس ماكرون، شملت مباحثات اليوم مع الرئيس خريستوذوليذيس العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك سوريا، وقضايا الهجرة، والطاقة، والتعاون الإقليمي.

 

وأضاف أنه أتيحت لهما أيضاً فرصة مناقشة قضية لبنان، التي تعد ذات أهمية بالغة للبلدين.

 

جدد الرئيس الفرنسي أيضاً دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للقضية القبرصية، معرباً عن أمله في استئناف المفاوضات بين الجانبين القبرصيين في أقرب وقت ممكن، وفي هذا السياق، رحب بالاجتماع الثلاثي مع الزعيم القبرصي التركي توفان إرهورمان والمبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة ماريا أنجيلا هولغين الأسبوع الماضي في قبرص، وأعرب عن أمله في أن تُمكن هذه المناقشات من استئناف المفاوضات بين القبارصة بسرعة بهدف إيجاد حل عادل ودائم.

 

وأضاف أن الرئاسة القبرصية يمكنها الاعتماد على دعم فرنسا لتعزيز أمن قارتنا والدفاع عنها، ومواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي وتحقيق سلام عادل ودائم، وتنفيذ أجندة التنافسية والاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، والدفاع عن اتحاد أسواق رأس المال، وإحراز تقدم في الإطار المالي متعدد السنوات المقبل للاتحاد للفترة 2028-2034 بما يخدم مصالح اتحاد أوروبي تنافسي ذو سيادة وسياسة زراعية وتماسكية حديثة، فضلاً عن ضمان دخول الميثاق الأوروبي بشأن اللجوء والهجرة حيز التنفيذ في حزيران/يونيو المقبل وحماية حدود الاتحاد وضمان التوازن بين التضامن والمسؤولية.

 

كما أعرب عن دعم فرنسا لمبادرات قبرص الرامية إلى تعزيز اندماج منطقة البحر الأبيض المتوسط ووضعها في صميم الأجندة الأوروبية، ليس فقط فيما يتعلق بدول شرق المتوسط، بل بجميع سواحل البحر الأبيض المتوسط.

 

اختتم الرئيس ماكرون بالقول " إن فرنسا ستقف إلى جانبكم خلال الرئاسة المقبلة،  داعمةً مبادراتكم ومتعاونةً معكم. شكراً جزيلاً لكم على وجودكم في باريس هذا الصباح. شكراً لكم على هذا الشرف الذي منحتمونا إياه وعلى ثقتكم بنا في توقيع هذه الشراكة الاستراتيجية. نقدم لكم دعمنا الكامل لرئاسة ناجحة".

 

يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.

 

عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نيويورك، يومي 16 و17 تموز/يوليو 2025 عقب اجتماع مماثل عقد في جنيف في آذار/مارس الماضي، كما عُقد اجتماع ثلاثي مع الزعيمين القبرصيين في أواخر أيلول/سبتمبر في ختام أسبوع الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع عقد اجتماع آخر في وقت لاحق من هذا العام، لمتابعة المبادرات التي اتفق عليها الطرفان، والتي بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تظهر التزاماً بمواصلة الحوار.

 

تم تكليف ماريا أنجيلا هولغوين المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة إلى قبرص للتواصل بين الجانبين، في حين أنه من المتوقع أن يساهم المفوض الأوروبي السابق يوهانس هان الذي عينته المفوضية مبعوثاً خاصاً لقبرص في عملية التسوية بالتعاون مع هولغوين.

 

 

واق KA/AAR/MK/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية