CNA 12/15/2025

CNA - البيان المشترك لقبرص والإمارات يؤكد الشراكة والدعم المتبادل بين البلدين

أكدت قبرص ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى قبرص اليوم 14 كانون الأول/ديسمبر 2025.شراكتهما الاستراتيجية، وأعربتا عن دعمهما القوي لاستئناف الجهود التي تيسرها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للقضية القبرصية.

 

جدد الجانبان في بيان مشترك التزامهما بالتوصل إلى حل للقضية القبرصية على أساس اتحاد فدرالي ثنائي من منطقتين وطائفتين مع المساواة السياسية، وفقاً للإطار المتفق عليه للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وشددت دولة الإمارات على أهمية استقلال جمهورية قبرص وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية.

 

من جانبها، أكدت قبرص مجدداً موقفها القائم على المبدأ لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا سيما فيما يتعلق بالجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. كما جدد الرئيسان التأكيد على البيانات المشتركة السابقة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تدعو إيران إلى إنهاء احتلالها لهذه الجزر، وأعربا عن دعمهما للتوصل إلى حل سلمي للنزاع عبر المفاوضات الثنائية أو من خلال اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

 

شدد الزعيمان على الأهمية البالغة لممر "أمالثيا" البحري القبرصي، الذي أُنشئ من خلال تعاون وثيق بين قبرص والإمارات، واصفين إياه بأنه شريان إنساني حيوي ومكمل لإيصال المساعدات إلى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين، بما يتماشى مع الآلية التي تنسقها الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720، لضمان استدامة عمليات الممر وتوسيع نطاقها.

 

رحب الرئيسان باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2803، وأكدا ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق سلام دائم. كما جددا التزامهما المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، يستند إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة قابلة للحياة على أساس خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967.

 

في هذا السياق، رفض الجانبان أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأكدا أهمية الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشاملة لإنهاء النزاع في غزة، بما في ذلك البنود المتعلقة بمعبر رفح.

 

أعرب الجانبان كذلك عن قلقهما إزاء تنامي التطرف والأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي الإرهاب والصراعات، مؤكدين رفضهما القاطع للتطرف بجميع أشكاله، والتزامهما بتعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان والثقافات، انسجاماً مع قرار مجلس الأمن رقم 2686. وفي هذا الإطار، قدم الرئيس نيكوس خريستوذوليذيس إحاطة حول مبادرة قبرص لإنشاء معهد للحوار الديني من أجل التعايش السلمي.

 

وفيما يخص السودان، شدد الرئيسان على الحاجة الملحة إلى هدنة إنسانية لتخفيف معاناة المدنيين، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والمساءلة عن الجرائم المرتكبة. كما جددا دعمهما لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، ورحبا بجهود الرباعية الدولية، واتفقا على مواصلة الانخراط الفاعل دعماً لمبادرات وقف إطلاق النار والانتقال السياسي.

 

كما تناولت المحادثات الحرب في أوكرانيا، حيث أكد الجانبان دعمهما للتوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم يقوم على احترام السيادة وسلامة الأراضي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وسلط الزعيمان الضوء على أهمية المساعدات الإنسانية، وأشارا إلى الدور الذي تضطلع به كل من قبرص والإمارات في جهود الإغاثة وتيسير الحوار ودعم تعافي أوكرانيا.

 

جدد البيان المشترك التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين قبرص ودولة الإمارات العربية المتحدة، مع إعراب الرئيسين عن ارتياحهما للتقدم المحرز في توسيع نطاق التعاون الثنائي. وتم تحديد مجالات متعددة للتعاون العملي، من بينها التجارة والاستثمار والطاقة والحوار السياسي والسياحة والثقافة والدفاع والتعليم والنقل البحري ومشاريع البنية التحتية الكبرى.

 

رحب الرئيس نيكوس خريستوذوليذيس بحرارة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارته التاريخية، وهي الأولى من نوعها لرئيس دولة الإمارات إلى قبرص، والتي وصفها الجانبان بأنها محطة مهمة تعكس العمق الاستراتيجي للعلاقات الثنائية. كما أكدت الزيارة الالتزام المشترك بالارتقاء بالشراكة إلى مستويات أعلى من خلال أجندة طموحة واستشرافية للمستقبل، تركز بالدرجة الأولى على التجارة والاستثمار والتعاون في مجال الطاقة وتعزيز الربط.

 

اتفق الزعيمان على إعداد خطة عمل مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي ودعم تنفيذ مشاريع جديدة، تحت إشراف وزارتي الخارجية في البلدين. كما رحبا بمشاركة وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال الإماراتيين، وبانعقاد منتدى الأعمال القبرصي–الإماراتي، الهادف إلى تعزيز فرص التجارة والاستثمار الاستراتيجية.

 

تم أيضاً تحديد فرص استثمارية في كل من القطاعين العام والخاص، إلى جانب مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة، والربط، والدفاع، والبنية التحتية الكبرى، والشحن، والتعاون البحري.

 

كما قدم الرئيس خريستوذوليذيس عرضاً حول رئاسة قبرص المرتقبة لمجلس الاتحاد الأوروبي في بداية عام 2026، مسلطاً الضوء على التركيز على الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. واتفق الجانبان على مجموعة من الأولويات المتقاربة الرامية إلى تعزيز وتعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

 

واق TNE/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية