(أنسامد) - نوفمبر 27 - روما - يستضيف قصر براسكي في روما معرضًا فنيًا واسعًا مخصصًا لمساحات العاصمة الخضراء، من فيلات وحدائق ومعالم طبيعية شكّلت جزءًا أساسيًا من هويتها عبر التاريخ.
ويضم المعرض نحو 190 عملاً فنياً تتنوع بين الرسومات واللوحات والمطبوعات والمخطوطات والأفلام والمنشآت الغامرة، ويستمر حتى 12 أبريل/نيسان 2026.
المعرض من تنظيم ألبرتا كامبيتيلي، أليساندرو كريمونا، فيديريكا بيراني، وساندرو سانتوليني.
يسلط المعرض الضوء على خمسة قرون من المساحات الخضراء التاريخية في روما، بعضُها ما يزال قائمًا، فيما اختفى الكثير منها تحت وطأة التحولات العمرانية والسياسية التي شهدتها المدينة بمرور الزمن.
ويُعرض كل ما صوّره الفنانون عن هذه الحدائق والفيلات، كاشفًا ملامحها الأصلية من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين.
أوضحت ألبرتا كامبيتيلي، أمينة المعرض ومستشارة عمدة روما، أن الأعمال موزعة على 22 غرفة، يبدأ المسار فيها من القرن السادس عشر، "قرن فيلات الباباوات والكرادلة"، حيث تمتزج الحنينية بالنماذج الجديدة.
ثم ينتقل إلى القرن السابع عشر، "قرن الفيلات الباروكية الكبرى" مثل فيلا بورجيزي، فيلا بامفيلي، فيلا لودوفيسي، وحدائقها الشاسعة.
خلال القرن الثامن عشر، يبرز الطابع المتأخر للباروك والحدائق الفرنسية والبساتين المصممة بدقة و"الغرف الخضراء".
وتشير كامبيتيلي إلى أن هذا العصر شهد انفتاح الفيلات على الحياة الاجتماعية، لتصبح مواقع للحفلات واللقاءات، مما مهّد لبداية مجتمع أكثر ديمقراطية في استخدام المساحات الخضراء.
أما القرن التاسع عشر، فتصفه كامبيتيلي بأنه "قرن حزين" على فيلات روما بسبب الدمار الناتج عن الاحتلال الفرنسي والصراعات اللاحقة، ثم موجة التوسعات العمرانية بعد عام 1870 حين أصبحت روما عاصمة، ما أدى إلى اختفاء العديد من الفيلات مثل فيلا لودوفيسي وفيلا مونتالتو.
ويخصص المعرض جزءًا مهمًا للقرن العشرين، مع التركيز على الحدائق الرومانية: من الدعاية السياسية في فترة الفاشية، إلى التدمير، وصولًا إلى النماذج الحديثة.
فقد افتُتحت فيلا بورجيزي للجمهور عام 1903، بينما شهدت فترة الفاشية توسعًا كبيرًا في الحدائق العامة، إذ أدرك موسوليني أهمية المساحات الخضراء كأداة دعائية.
وخلال الفترة بين 1924 و1938، افتُتحت حدائق بارزة مثل فيلا جلوري، حديقة سافيلو، كولي أوبيو، حديقة فيرجيليانو، وفيلا باجانيني، وجميعها ممثلة في المعرض من خلال صور وأفلام.
يُنظم المعرض مشروع زيتيما الثقافي، بمساهمة من يوفوربيا كولتورا ديل بيساجيو، بينما تتولى دار ليرما دي بريتشنايدر إصدار الكتالوج المرافق.
يمثل هذا المعرض فرصة فريدة لاستكشاف التطور التاريخي والمعماري والبيئي لمساحات روما الخضراء وما رافقها من تحولات، في رحلة فنية تُعيد إحياء كنوزٍ فُقد بعضها منذ زمن طويل.
(أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA