طوّر باحثو معهد قبرص أول قاعدة بيانات عالمية  لتركزات الجسيمات فائقة الدقة في الهواء، وهي جسيمات شديدة الصغر لا يتجاوز قطرها 0.01 ميكرون ويمكنها اختراق الرئتين والدخول إلى مجرى الدم. أهمية الإنجاز تتزايد مع دخول التوجيه الأوروبي الجديد لجودة الهواء حيّز التنفيذ عام 2026، والذي سيلزم الدول الأعضاء برصد هذه الجسيمات للمرة الأولى تمهيداً لاعتماد حدود تنظيمية للمستقبل وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

تبرز خرائط المعهد اختلافات ضخمة بين البيئات الطبيعية النظيفة والمناطق الحضرية، إذ لا تتجاوز التركيزات في الغابات والمناطق غير المأهولة بضعة آلاف من الجسيمات لكل سنتيمتر مكعب، بينما تتخطى في المدن الكبرى 40 ألفاً، وتشكل الجسيمات فائقة الدقة نحو 91% من إجمالي الجسيمات العالقة في الجو من حيث العدد.

سدّ البحث فجوة عالمية كبيرة، إذ أن البيانات حول هذه الجسيمات كانت محدودة للغاية. ويعود ذلك إلى استخدام الباحثين نماذج تعلم آلي تعتمد على قياسات حقيقية من محطات رصد أرضية، ما مكّنهم من إنتاج خرائط عالمية بدقة مكانية تصل إلى كيلومتر واحد للفترة 2010–2019. النتائج المنشورة في مجلة "سياتتيفك داتا" ستساعد العلماء والحكومات والهيئات الصحية على تحديد بؤر التلوث ووضع تدخلات فعالة للحد من المخاطر الصحية.

واق EG/GV/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية