أكد وزير الداخلية كونستنتينوس ايوانو أمس الأحد أن اللقاء الأول لرئيس الجمهورية مع الزعيم الجديد للقبارصة الأتراك الذي عُقد قبل أيام، يقيم على أنه إيجابي ويدعونا إلى التفاؤل الحذر بشأن تحقيق هدفنا المتمثل باستئناف المحادثات الجوهرية.
كما أكد على أهمية فاماغوستا في الجهود المبذولة لكسر الجمود القائم، وقال إن الموقف الثابت للجانب القبرصي اليوناني يتمثل في أن فاماغوستا يمكن أن تكون الإجراء الأكثر جوهرية وواقعية لبناء الثقة، إذا ما طبقت تركيا - القوة المحتلة - قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وأبدت عزمها على حل المشكلة القبرصية على أساس القانون الأوروبي والدولي.
قال ايوانو في حديثه بالنيابة عن رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس خلال فعالية نظمتها جمعية "جيراني" للاجئين، بمناسبة الذكرى العاشرة للتوأمة بين جيراني أموشوستوس وجيراني ريثيمنو في كريت، إن رئيس الجمهورية أكد مجدداً استعداد الجانب القبرصي اليوناني لحضور اجتماع جديد تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة، حتى قبل نهاية هذا العام، بمقترحات محددة ونهج إيجابي.
وأكد قائلاً "لقد حان الوقت لاتخاذ الخطوات التي ستسمح بحوار موضوعي حول القضايا المهمة وتدابير بناء الثقة".
وأضاف أن رؤيتنا تتمثل في تحويل جمهورية قبرص إلى اتحاد ثنائي من منطقتين وطائفتين مع التمتع بالمساواة السياسية، كما هو محدد في قرارات الأمم المتحدة وباحترام كامل لمبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي، دولة حرة بلا جيش احتلال أو سلطات ضامنة أو حقوق تدخل، وأن تكون دولة حديثة موحدة، تمنح جميع مواطنيها الحقوق التي يتمتع بها باقي الأوروبيين.
كما أكد وزير الداخلية أن "الوضع الذي يحاول الجانب التركي فرضه على المناطق المحتلة من جزيرتنا غير مقبول".
وأضاف أن رئيس الجمهورية يستخدم كل الوسائل المتاحة بواقعية ومقترحات محددة عبر القنوات الدبلوماسية للتغلب على التعنت التركي والعودة إلى الحوار، وفق الإطار المتفق عليه ووفقاً لما تم الاتفاق عليه في كران مونتانا عام 2017.
واختتم قائلاً "إن التزام الأمين العام للأمم المتحدة بالتوصل إلى حل يشجعنا على مواصلة النضال حتى تحرير وطننا".
يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.
عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نيويورك، يومي 16 و17 تموز/يوليو 2025، عقب اجتماع مماثل عقد في جنيف في آذار/مارس الماضي. ومن المتوقع عقد اجتماع آخر في وقت لاحق من هذا العام، لمتابعة المبادرات التي اتفق عليها الطرفان، والتي بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تظهر التزاماً بمواصلة الحوار للمضي قدماً. كما أعلن غوتيريش حينها أنه سيلتقي بشكل مشترك مع الزعيمين القبرصيين خلال أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى في أيلول/سبتمبر.
من ناحية أخرى يواصل الجانبان في قبرص مناقشاتهما بشأن القضايا العالقة، من بينها فتح المعابر وتركيب محطة للطاقة الشمسية في المنطقة العازلة. كما اتفقا على التعاون في عدد من القضايا مثل تبادل القطع الأثرية الثقافية، في الوقت الذي تواصل فيه ماريا أنجيلا هولغوين المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن قبرص، جهودها.
عيّنت المفوضية الأوروبية يوهانس هان المفوض الأوروبي السابق، مبعوثاً خاصاً لقبرص للمساهمة في عملية التسوية، بالتعاون الوثيق مع هولغوين.
يعتبر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 550 (1984) أي محاولات لسكين أي جزء من فاروشا من قبل أشخاص غير سكانها الشرعيين أمر غير مقبول وطالب بنقل هذه المنطقة إلى إدارة الأمم المتحدة. كما حث قرار مجلس الأمن الدولي رقم 789 (1992) على توسيع المنطقة الخاضعة حالياً لسيطرة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص لتشمل فاروشا بهدف تنفيذ القرار 550 (1984).
أعلنت القيادة القبرصية التركية في تموز/يوليو 2021 عن رفع جزئي للوضع العسكري في فاروشا، وقبل بضعة أشهر في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2020 فتح الجانب التركي جزءاً من منطقة فاروشا المسيجة بعد أن أعلنت أنقرة عن ذلك في السادس من تشرين الأول/اكتوبر. أعرب الأمين العام في تقريره الأخير عن مهمته للمساعي الحميدة في قبرص، عن قلقه بشأن التطورات في المنطقة المسيجة، مشيراً إلى أن موقف الأمم المتحدة بشأن فاروشا لم يتغير. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ حيال ذلك.
واق CST/AAR/AGK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية