أكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المصايد والمحيطات كوستاس كاديس في حوار مع وكالة الأنباء القبرصية، أنه مع اقتراب تسلم قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في الأول من كانون الثاني/يناير 2026، هي شريك بالغ الأهمية للمفوضية الأوروبية نظراً لدورها كجزيرة محورية ومصدر استقرار في شرق المتوسط. وشدد على أن مكافحة الصيد غير المشروع يمثل أولوية مركزية لعمل المفوضية.
أوضح كاديس أن الرئاسة القبرصية ستشهد اجتماعات مهمة في قبرص، أبرزها اجتماع الوزراء المعنيين بمصايد الأسماك في الاتحاد الأوروبي للاطلاع على نتائج تقييم السياسة المشتركة للمصايد، إلى جانب اجتماع الوزراء المعنيين بمصائد الأسماك من دول المتوسط.
وأشار إلى أن الرئاسة ستتبنى مبادرة لمراقبة حالة المحيط، بينما سيتم في حزيران/يونيو الإعلان عن الاستراتيجية الأوروبية للجزر والمناطق الساحلية. واستعرض حصيلة عام من عمله في منصبه، مؤكداً أنه شهد وضع أسس سياسات أوروبية جديدة مهمة، مثل "الميثاق الأوروبي للمحيطات" الذي طُرح العام الماضي ويتضمن أكثر من 30 مبادرة لحماية البحار وإدارتها المستدامة.
تطرق كاديس إلى التحديات البيئية في بحر البلطيق، وهي منطقة بحرية قال إنه من الواضح أن الإدارة البيئية السيئة كان لها للأسف تأثير سلبي على الصيادين، مضيفاً أنهم بالتعاون مع مفوض البيئة، نظموا مؤتمراً رفيع المستوى مع وزراء مصائد الأسماك والزراعة والبيئة لدراسة شاملة كي يتمكنوا من معالجة الوضع في بحر البلطيق".
وسلط الضوء أيضاً على الاتفاق المتبادل مع المملكة المتحدة، والذي قال إنه يضمن وصول صيادي الاتحاد الأوروبي إلى المياه البريطانية والعكس حتى عام 2038، مما يجلب الاستقرار والقدرة على التنبؤ لقطاع صيد الأسماك في أوروبا، وتوقيع بروتوكولات تعاون جديدة مع دول ثالثة ليتمكن الصيادون الأوروبيون من العمل في تلك البلدان، وتنفيذ لائحة منقحة لمراقبة مصايد الأسماك، مع نظام أكثر هيكلة ودقة ورقمنة للتحكم بدقة في ما يتم صيده وما يدخل أوروبا كمنتج سمكي.
كما تحدث أيضاً عن الإطار المالي الأوروبي القادم الذي سيمنح أولوية واضحة لقطاعات الصيد وتربية الأحياء المائية وإدارة المحيطات، مع ضمان تخصيص ما لا يقل عن ملياري يورو لدعم الصيادين والمنتجين في دول الاتحاد، متوقعاً أن تتجاوز ميزانية الفترة المقبلة عن الحالية.
أشاد كاديس بالتعاون الممتاز بين المفوضية وقبرص، مؤكداً أن الرئاسة القبرصية ستطرح خطة عشرية لصون استدامة الصيد وتربية الأحياء المائية في المتوسط، مشيراً أيضاً إلى الأيام البحرية الأوروبية، التي تقام كل عام في دولة عضو مختلفة وسيتم تنظيمها تحت رئاسة قبرص في ليماسول، مما يجعل الجمهور على اتصال بصناع السياسات والمهنيين المرتبطين بالبحر بطرق مختلفة.إ
ختاماً، أكد أن المفوضية ستركز خلال المرحلة المقبلة على الاستدامة دون المساس بتنافسية الاقتصاد الأوروبي، وعلى قضايا الأمن والدفاع في ظل التطورات الجيوسياسية، مشدداً على أن قبرص - بصفتها ركيزة استقرار إقليمي - ستكون لاعباً محورياً في صياغة توجهات الاتحاد الأوروبي.
واق KA/MK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية