NNA 11/21/2025

NNA - سفارة المكسيك دشنت جداريتين في جونية إرنستو: تمثلان رمزا للترابط بين البلدين وتكريما للمهاجرين واحتفاء بالمرأة

وطنية - دشنت سفارة المكسيك في لبنان جداريتين تذكاريتين بعنوان "نبض قلب أرضين"، من ابتكار الفنانة المكسيكية باولا ديلفين، في مدينة جونية، وذلك ضمن اطار الاحتفالات في الذكرى الـ80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المكسيك ولبنان.

حضر الحفل ممثل وزير الخارجية والمغتربين السفير سامي النمير، ممثلة وزير الداخلية والبلديات قائمقام كسروان الفتوح بالإنابة ستريدا نبهان، سفير المكسيك فرانسيسكو إرنستو، النائب فريد الخازن، النائب العام البطريركي على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا، رئيس بلدية جونيه فيصل افرام واعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة.

 

بو لحدو

استهل الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والمكسيكي، ثم قال عضو اللجنة الثقافية في البلدية شربل بو لحدو: "نحتفل اليوم بهذا الإنجاز الفني الذي جمع بين سفارة المكسيك وبلدية وجونية. هاتان الجداريتان ليستا مجرد ألوان على جدار بل هما رسالة حضارية ورمز صداقة عميقة بين شعبين، بفضل الرؤية الفنية لباولا دلفين التي تعد من ابرز الأسماء في الفن المكسيكي المعاصر".

 

اضاف: "المشروع تحول إلى جسر من الجمال والسرد البصري. فقد عملت البلدية على تحويل شارع متواضع منذ سنوات إلى معلم فني ينبض بالحياة. كما ان موقع الجداريتين المتقاطع مع سكة القطار التي نعمل على إعادة إحيائها والمتاخم مباشرة لمرفأ جونية، يضفي على المشروع بعدا رمزيا إضافيا، فالسكة والمرفأ معا يجسدان ذاكرة الانفتاح والحركة والهجرة، ذاكرة طريق ربط لبنان بالعالم ومنه بالمكسيك. طريق واحد وجهتان وقصة شعبين عبرا البحار وبقيا متصلين".

 

وشكر "مالكي الأبنية على كرم ضيافتهم وتعاونهم"، وقال: "ستبقى سكة القطار شاهدة على طريق النهضة التي اخترناها".

 

إرنستو

من جهته، قال السفير المكسيكي: "عندما بدأت السفارة المكسيكية البحث عن الموقع الأمثل لهذه الجداريات، خطرت في بالي فورا جونيه - مدينة تحتضن جبل حريصا المهيب، المطل على البحر الأبيض المتوسط، زاخرة بالتاريخ والجمال والأصدقاء الأعزاء. منذ تلك اللحظة، جعلتني سلسلة من المصادفات أؤمن بأن ما نحتفل به اليوم يحمل في طياته قدرا".

 

أضاف: "بداية، نقف على سكة حديد، رابط رمزي بين القارات. وهنا، بجوار هذا التقاطع المزدحم حيث تتقاطع الطرق بشكل طبيعي، تلاقت الثقافتان اللبنانية والمكسيكية أيضا. كما يصادف اليوم يوم الثورة المكسيكية، ونكرم النساء اللواتي ساهمت قوتهن في تشكيل مجتمعنا. علاوة على ذلك، سيحتفل لبنان باستقلاله بعد يومين فقط. في اليوم نفسه، نحيي في المكسيك يوم الجالية اللبنانية. هذه الاحتفالات القيمة في بلدينا تحمل بصمة النساء اللواتي يبنين ويقدن ويُلهمن. تقف كل من المرأة المكسيكية واللبنانية كركائز مجتمعاتهما، وحارسة للذاكرة، ومصدر أمل. لذلك، يشرفني، بصفتي سفيرا للمكسيك، أن أحتفل بالذكرى الثمانين للعلاقات الدبلوماسية بين بلدينا بهذه الجداريات الرمزية التي تعكس ثمانية عقود من الصداقة والتبادل الثقافي".

 

وشكر "اللجنة الثقافية في البلدية على رؤيتها وتفانيها، والسفارة المكسيكية وفريقها المتفاني على تنسيقهم وجهودهم في إنجاح هذا المشروع". وخص بالشكر الفنانة المكسيكية باولا دلفين التي "نقلت قطعة من المكسيك إلى لبنان بعمل دؤوب، رغم صعوبات النقل"، معربا عن امتنانه لأهالي جونية الذين رحبوا بها وقدموا لها الدعم اليومي.

ولفت الى ان "الجداريات "Latido de Dos Tierras" تمثل رمزا للترابط وتكريم المهاجرين واحتفاء بالمرأة، وتقدم معلما جديدا في جونيه، لتذكرنا بأن الفن والأمل يتجاوزان الحدود، وأن المكسيك تركت بصمة خالدة في لبنان العام 2025".

 

افرام

بدوره، أعرب أفرام عن عميق امتنانه "للدعم الكبير الذي قدمته المكسيك للمشروع الثقافي والفني الذي تشهده المدينة"، مؤكدا أن "هذا التعاون يعكس نهضة جديدة لجونية بعد سنوات طويلة من التحديات".

 

وقال: "المكسيك قدمت ذراعا حقيقية من الجمال من خلال إرسال الفنانة باولا دلفين، التي أصبحت خلال الشهرين الماضيين واحدة من أبناء المدينة، بعد أن أمضت نحو 12 ساعة يوميا معلقة في دلو شاحنة، تعمل بإصرار وشغف لإنجاز تحفة فنية باتت مصدر فخر لجميع أبناء جونية".

أضاف: "لبنان يضم اليوم موقعين يجسدان عمق العلاقة بين البلدين: الأول عند واجهة المرفأ في المكسيك، والثاني على جدران جونية، ليكونا شاهدين على صداقة راسخة عبر الزمن. وهذه المناسبة لا تقتصر على الاحتفاء بثمانين عاما من العلاقات الدبلوماسية، بل تمتد لتشمل قرنا ونصف قرن من التواصل الإنساني بين الشعبين اللبناني والمكسيكي".

وتابع: "الفنانة باولا نجحت في أن تجمع على جدران جونية امرأة لبنانية وأخرى مكسيكية، في عمل يجسد وحدة الشعور الإنساني رغم اختلاف المسافات، ويقدم رسالة حب وصداقة وتقدير بين البلدين".

وأكد "الاعتزاز الكبير بالجداريتين اللتين تشكلان إضافة فنية راقية وتعكسا عمق الروابط الثقافية بين لبنان والمكسيك".

 

دلفين

أما دلفين فشكرت جميع من ساعدها لإنجاز عملها الفني. وتحدثت عن رحلتها منذ اتصالها بسفارة بلادها في لبنان شارحة لهم فكرتها لرسم جدارية حتى انتهائها من الرسم.

وأوضحت انها من خلال الجدارية أرادت التحدث عن الذكرى الثمانين للصداقة المكسيكية اللبنانية وأيضا عن الهجرة اللبنانية إلى المكسيك، والتي كانت أول دولة ذهبوا إليها في أمريكا"، وقالت: "لذلك بلدانا لديهما تاريخ عميق حقا ورابطة أعمق شعرت بها بمجرد وصولي إلى لبنان وأشعر وكأنني في منزلي. وأنا ممتنة حقا لأن أكون قادرة على تمثيل حبي لبلدي ولهذا البلد، والذي أعتقد أن العلاقة التي تربطنا هي علاقة اخوة".

وأكدت أن "رسم الجدارية ليس مجرد رسم، بل يحول المكان والأفكار إلى مكان افضل للعيش".