CNA 11/05/2025

CNA - الرئيس خريستوذوليذيس يؤكد أن حل المشكلة القبرصية مسألة أمنية للمنطقة

أكد رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس اليوم الثلاثاء على أهمية حل المشكلة القبرصية مع اهتمام الدول المجاورة بإيجاد حل، مشيراً إلى أن الحل مسألة أمن واستقرار للمنطقة بأسرها، وعامل أساسي لاندماج الاتحاد الأوروبي.

 

قال الرئيس في كلمته أمام القمة الاقتصادية السنوية الحادية والعشرين للإيكونيميست قبرص المنعقدة في نيقوسيا، "إن حل المشكلة القبرصية أمرٌ بالغ الأهمية نظراً لاهتمام الدول المجاورة بحل هذه المشكلة وبشكل الحل ومضمونه. إنه ليس التزاماً علينا فحسب، بل هو مسألة أمن واستقرار للمنطقة بأسرها، وله أهمية بالغة لاندماج الاتحاد الأوروبي".

 

أعرب الرئيس عن فخره بقبرص التي تحظى بالتقدير الذي تستحقه، فهي ملاذ آمن في جوار مضطرب وأنها ذات أهمية جيوستراتيجية، ومركز للتواصل والتعاون بين ثلاث قارات، وأن قبرص دولة ذات توجه غربي واضح، وهي في الوقت نفسه شريك مسؤول جدير بالثقة وموثوق به وثابت وفاعل مستقر ومتسق في المنطقة، وأنها جزء من الحلول للتحديات التي نواجهها.

 

أضاف أن قبرص تسير على درب المسؤولية بأهداف وغايات واضحة وجريئة في اتخاذ المبادرات، وأشار إلى آليات التعاون الثلاثية والمتعددة الأطراف مع جهات فاعلة إقليمية مهمة، هي اليونان ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة.

 

قال الرئيس "نحن نعمل، ويبدو الهدف طموحاً، لأننا نعمل على تهيئة الظروف السياسية اللازمة لإنشاء منظمة إقليمية للأمن والتعاون - أشبه بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو حتى الناتو، إن شئتم - في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، وذلك بهدف إبراز الفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال تعاوننا جميعاً وتعزيز التعاون الإقليمي".

 

وقال إن قبرص نفذت لمرات عديدة عمليات لإجلاء المواطنين من المناطق المضطربة، وباعتبارها مركز إجلاء موثوق به، أنشأت ممر أمالثيا البحري للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو نموذج للدبلوماسية الإنسانية المسؤولة، حيث تم ارسال أكثر من 25 ألف طن من المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

شدد أيضاً إننا قدمنا ​​خطة ملموسة من ست نقاط تهدف إلى المساعدة في تنفيذ خطة ترامب لغزة والسلام في الشرق الأوسط، مضيفاً أننا في الوقت نفسه عززنا علاقاتنا مع الهند.

 

وقال إننا نعمل أيضاً على تعزيز تعاوننا مع الولايات المتحدة، وهو تعاون تعمل قبرص من خلاله على رفع مكانتها على المستوى الإقليمي. وأضاف أنه في سياق هذه العلاقة، تعترف الولايات المتحدة بقبرص على أنها شريك موثوق به ويمكن التنبؤ به ومسؤول في المنطقة الأوسع. وأشار إلى أنه لا شك في أن تعاوننا الاستراتيجي مع الولايات المتحدة قد تم ترقيته ووصل بحسب المسؤولون الأمريكيون إلى مستويات لم تكن موجودة من قبل. وقدّم سلسلة من الأمثلة على هذا التعاون، وقال إنه سيتم تنفيذ مشاريع من شأنها أن تساعد في تحديث قاعدة أندرياس باباندريو الجوية في قبرص.

 

كما أكد أن مستوى العلاقات القبرصية الأمريكية غير مسبوق وأن هناك إرادة مشتركة لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع تعاوننا على المستوى الإقليمي بمشاركة دول أخرى في المنطقة ذات الأهداف الاستراتيجية المشتركة.

 

وفي إشارة إلى رئاسة قبرص لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي ستبدأ في كانون الثاني/يناير، قال إنها ستكون رئاسة سنعمل خلالها على تعزيز هدفين رئيسيين، وهما تعزيز الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي وبالتالي بصمته الدولية، وتعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع المنطقة.

 

قال إن قوة الاتحاد الأوروبي تعني أيضاً قوة جمهورية قبرص، وسنعمل على تعزيز التقارب الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط.

 

وأكد أن أمن المنطقة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يركز بشكل حقيقي على أوكرانيا، ولكن إذا أراد أن يصبح مستقلاً استراتيجياً، فعليه أيضاً التركيز على قضايا الجنوب، مدركاً أهمية البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط والخليج كجسر للمصالح والرؤى المشتركة.

 

وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، قال "إن سياستنا الخارجية المسؤولة والمنفتحة ومتعددة المستويات، بالتزامن مع جهودنا لتعزيز عوامل القوة الداخلية لبلدنا - الاقتصاد وسيادة القانون ومكافحة الفساد والإصلاحات - وكذلك العوامل الخارجية، إنما تهدف إلى خدمة أولويتنا الوطنية الأساسية، وتعزيز جهودنا لتحرير بلدنا وإعادة توحيده".

 

 أضاف الرئيس أن دبلوماسيتنا النشطة وتعاوننا الإقليمي ومبادراتنا الإنسانية ومصداقيتنا الجيوسياسية وتعزيز دور بلادنا على المستوى الدولي، كلها عوامل تؤثر بشكل مباشر على جهودنا لحل القضية القبرصية، مضيفاً أن "هذه الاستراتيجية التي ننتهجها، ساهمت بشكل مهم في تجدد الاهتمام الدولي بالقضية القبرصية بعد سبع سنوات من الجمود". وأضاف أن ذلك "يتجلى في تجدد اهتمام الأمم المتحدة بتعزيز عملية الحل، وتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وتعيين الاتحاد الأوروبي لشخصية سياسية بارزة، والاجتماعات التي عُقدت على المستوى الثلاثي أو متعدد الأطراف، وكل ما هو مُخطط له في المستقبل القريب".

 

أشار الرئيس خريستوذوليذيس إلى أن هذا الحراك هو ثمرة المسؤولية السياسية والاتساق القائم على خطة محددة. وأضاف أنه على الرغم من الصعوبات والتحديات، "التي لا أستهين بها بأي حال من الأحوال، فإننا سنواصل جهودنا بهدف التوصل إلى حل مستدام وعملي ودائماً في إطار قرارات الأمم المتحدة والمكتسبات الأوروبية، وهو الحل الذي سيسمح لنا بالاستفادة من جميع إمكانات وآفاق بلدنا".

 

قبرص مقسمة منذ عام 1974، عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي واحتلته. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة حتى الآن في تحقيق نتائج بسبب التعنت التركي. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عُقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى حل حاسم.

 

استضاف الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2025 اجتماعين غير رسميين بشأن قبرص، في آذار/مارس في جنيف وتموز/يوليو في نيويورك، كما عقد أيضاً اجتماع ثلاثي مع الزعيمين القبرصيين في أواخر أيلول/سبتمبر، في نهاية أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى. ويُتوقع عقد اجتماع غير رسمي على نطاق أوسع في وقت لاحق من هذا العام.

 

تم تكليف ماريا أنجيلا هولغوين مبعوثة شخصية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن قبرص للتواصل مع الأطراف، ومن المتوقع أيضاً أن يُسهم المفوض الأوروبي السابق يوهانس هان، الذي عيّنته المفوضية مبعوثاً خاصاً لقبرص، في عملية التسوية بالتعاون مع هولغوين.

 

 

واق THN/AAR/EPH/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية