(أنسامد) - سبتمبر 9 - روما - أطلق مهرجان "أوجيو بانتيسكو" في دورته الأولى نداءً قويًا لحماية زراعة الزيتون الزاحف الفريدة في جزيرة بانتيليريا، والتي تُعد من أندر أشكال الزراعة البطولية في حوض المتوسط.
ويأتي هذا الحدث، الذي أُقيم في أواخر أغسطس، بمبادرة من ستيفانيا دي كارليس وبرعاية بلدية بانتيليريا وهيئة منتزه بانتيليريا الوطني، ليسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه الزراعة التراثية المهددة بالاندثار.
تتميز أشجار الزيتون في بانتيليريا بانخفاض جذوعها واقتراب أغصانها من الأرض، ما يجعل تقليمها وقطف ثمارها عملية شاقة تتطلب جهدًا بدنيًا هائلًا وحركات دقيقة.
فلا شباك ولا آلات تُجدي نفعًا هنا - بل عمل يدوي صرف، يتطلب الانحناء والاقتراب من الأرض في كل مرة.
تُبذل حاليًا جهود حثيثة لإدراج هذه الزراعة الفريدة ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو، لما تمثّله من نموذج للزراعة الصامدة والمتكيفة مع ظروف الجزيرة القاسية. كما أُعلن خلال المهرجان عن إنشاء مرصد دائم للزيتون وزيت الزيتون في بانتيليريا، لمراقبة تطور الزراعة على الجزيرة وحماية هذا التراث البيئي والاقتصادي.
في مداخلته خلال المهرجان، أكد خبير زيت الزيتون المعروف لويجي كاريكاتو أن هدف المهرجان يتجاوز مجرد الاحتفاء بالزيت المحلي، بل يتمثل في ضمان استدامة اقتصادية لهذه الزراعة، من خلال الحصول على شهادة منشأ وإدراج اسم بانتيليريا على ملصقات زيت الزيتون المنتج محليًا، وذلك عبر تعديل لوائح الإنتاج المعتمدة ضمن المؤشر الجغرافي المحمي (IGP) لصقلية.
وفي إطار دعم هذا القطاع، يجري العمل على إنشاء معصرة زيتون مجتمعية وفقًا لمقترح عضو المجلس الزراعي ماسيمو بوني، لتكون جاهزة لخدمة المزارعين المحليين قريبًا.
وتؤكد بلدية بانتيليريا التزامها الكامل بالمشروع، من أجل الحفاظ على هذا النوع الفريد من الزراعة وضمان عدم تخلي المزارعين عنه نتيجة ارتفاع التكاليف وضعف العائد الاقتصادي.
خلال فعاليات المهرجان، مُنحت جائزة زيتون بانتيليريا لفاوستو لوشيتي، الذي تم تعيينه سفيرًا للمشروع وصوتًا رسميًا لإعادة إطلاق زيت الزيتون البانتيليري. ومن المقرر أن يقدم وفد من خبراء بانتيليريا عرضًا عن تقدم المشروع خلال مهرجان زيتون بانتيليريا المزمع عقده في مركز مؤتمرات رو-ميلان بتاريخ 24 يناير.
يسعى مهرجان "أوجيو بانتيسكو" إلى تحويل أشجار الزيتون الزاحفة من مجرد تراث زراعي إلى رمز وطني ودولي للزراعة المستدامة، وتحقيق معادلة نادرة: الحفاظ على التقاليد، وضمان دخل عادل، ومواصلة الزراعة في وجه التحديات البيئية والاقتصادية. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA
