NNA 08/04/2025

NNA - السفارة السويسرية تقيم حفل استقبال في قصر سرسق لمناسبة العيد الوطني لبلادها

وطنية - أقامت سفارة سويسرا في لبنان، حفل استقبال رسميا، لمناسبة اليوم الوطني السويسري، وذكرى الـ734 سنة لتأسيس سويسرا، في قصر "سرسق" التاريخي في العاصمة بيروت.

حضر الحفل شخصيات لبنانية وسويسرية بارزة، من بينهم وزير الثقافة غسان سلامة ممثلا عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، سفيرة سويسرا الدكتورة ماريون ويشلت، وزراء: الإعلام المحامي بول مرقص، الشؤون الاجتماعية حنين السيد،  الاتصالات شارل الحاج، السياحة لورا الخازن لحود، الرياضة نورا بيرقداريان، العدل عادل نصار ووزير المهجرين والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، والنواب؛ الياس حنكش، آلان عون، نعمت أفرام وابراهيم منيمنة، العميد جورج عيسى ممثلا عن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله قائد جهاز امن السفارات العميد موسى كرنيب، ووفدا من قيادة الجيش برئاسة العميد الركن مارون درويش ممثلا وزير الدفاع وقائد الجيش، السفير البابوي باولو بورجيا، رئيس الطائفة الإسلامية العلوية الشيخ علي قدور إلى جانب ممثلي الهيئات الدبلوماسية الأجنبية في لبنان  وأعضاء من الجالية السويسرية المقيمة وشخصيات سياسية واجتماعية وإقتصادية وإعلامية.

بدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والسويسري، ثم ألقت السفيرة ويشلت كلمة خلال الحفل، اشارت فيها إلى أوجه الشبه العديدة بين سويسرا ولبنان من حيث التنوع والديمقراطية، واكدت على قوة العلاقات الثنائية وتطورها في مختلف المجالات. 

وقالت: "في العام 1992، شاركت سويسرا في معرض إكسبو العالمي في إسبانيا، وكان مكتوبًا على الجناح السويسري:

"La Suisse n'existe pas" – "سويسرا غير موجودة". وقد أثار هذا الشعار غضبًا واسعًا في سويسرا، حيث اعتبره السياسيون، خاصة من التيارات المحافظة، إهانة وطنية بل وإنكارًا للذات. لكن المعنى الحقيقي للشعار لم يكن كذلك. بل أراد أن يقول إنّه لا توجد سويسرا واحدة فقط، بل عدة "سويسرات". لقد أراد إبراز التنوّع داخل سويسرا: اللغات الوطنية الأربع، والثقافات الإقليمية المتعددة. وكان الهدف هو طرح تساؤل حول مفهوم الهوية السويسرية الأحادية، والقول بأن سويسرا فسيفساء مصطنعة لكنها مترابطة ومتماسكة. الشعار "سويسرا غير موجودة" اختير عمدًا ليحفّز على التفكير".

اضافت: "وماذا عن لبنان؟ هل لبنان موجود؟ موجود بمعنى لبنان الواحد الموحّد؟ أم أن السؤال يجب أن يكون: كيف يمكن لأجزاء لبنان المختلفة أن تجتمع، ليس بالرغم من اختلافها، بل من خلاله؟ أترك لكم الإجابة عن هذا السؤال.

واشارت في حديثها إلى البطل السويسري القومي الأسطوري "غيلوم تلّ" (Wilhelm Tell)، وقالت:" حتى الجامعة، كنت أؤمن بما نتعلّمه كأطفال في المدارس السويسرية: أنه في الأول من آب عام 1291، أي قبل 734 سنة، اجتمع غيلوم تل وممثلون عن الكانتونات السويسرية الثلاثة الأصلية (والتي كانت جميعها كاثوليكية في ذلك الوقت)، لتشكيل تحالف ضد النمساويين، وأقسموا على الولاء والتضامن ضد الطغيان والهيمنة الأجنبية. ولكن في الجامعة، كان لدي أستاذ ألماني في تاريخ القانون، وتعلّمت شيئًا فاجأني كثيرًا: كل ما تعلمناه في المدرسة... أسطورة! ولكنها أسطورة قوية وذات مغزى عميق. فأسطورة "غيلوم تل" ورفاقه الذين اتحدوا لمحاربة الطغيان أصبحت عنصرًا تأسيسيًا في الهوية الوطنية السويسرية. وفي القرن التاسع عشر، بعد الحرب الأهلية السويسرية، كانت هناك حاجة ملحّة لإيجاد تاريخ مشترك يوحّد الشعب السويسري المنقسم، ويخلق هوية جماعية تتجاوز الانقسامات اللغوية والثقافية والدينية".

تابعت السفيرة السويسرية: "شددت هذه الأسطورة على دور الكانتونات الكاثوليكية في رواية التأسيس، وكان الهدف منها إعادة هذه الكانتونات بعد خسارتها الحرب أمام الكانتونات البروتستانتية. لقد مكنتهم من رؤية أنفسهم كشركاء مؤسسين في الوطن، وأعطتنا جميعًا بداية مشتركة – سببًا لنتّحد. وهذا هو بيت القصيد: الأمم لا تُبنى فقط على الحقائق، بل على القصص. قصص توحّدنا، وتمنحنا الانتماء، وتُعلي فوق اختلافاتنا".

وختمت: " أجروء أن أقول: لدى لبنان قصص كهذه أيضًا. قصص "صُنعت في لبنان"، وُلدت من النضال والبقاء، من الفن والمرونة، قصص تحتفل بما يجمع لا بما يفرّق. وأؤمن بأنه من المجدي أن نعيد اكتشاف هذه القصص، ونروّج لها لإحياء شعور مشترك بالفخر بتنوّع لبنان".

كما تم تقديم بوفيه متنوع يشمل أطباقاً من المطبخ السويسري، مع عرض لمقاطع فيديو قصيرة عن سويسرا