(أنسامد) - يوليو 23 - روما - من المتوقع أن يشهد سوق السلع الفاخرة العالمي تباطؤًا ملحوظًا في عام 2025، متأثرًا بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والتقلبات الاقتصادية العالمية، ما يجعله مُعرّضًا لأقوى اضطراباته منذ أكثر من 15 عامًا، بحسب دراسة حديثة أعدّتها شركة الاستشارات العالمية "باين آند كومباني" بالتعاون مع مؤسسة "ألتاجاما" الإيطالية.
وحذّرت الدراسة، التي نُشرت يوم الخميس، من أن مبيعات السلع الفاخرة باتت "تحت ضغط متزايد" نتيجة تراجع ثقة المستهلكين بسبب سلسلة من العوامل، أبرزها التوترات الجيوسياسية، التقلبات في أسعار العملات، والسياسات التجارية المتغيرة، إلى جانب اضطرابات الأسواق المالية.
وأشار التقرير إلى أن الأسواق الكبرى، وتحديدًا الصين والولايات المتحدة، تُسجلان تراجعًا في الطلب.
ففي الولايات المتحدة، تؤثر تقلبات الرسوم الجمركية على السوق، بينما يسود التردد في أوساط الطبقة المتوسطة في الصين، مما يضعف الزخم الاستهلاكي.
وفي هذا السياق، قالت جويل دي مونجولفييه، مديرة قسم السلع الفاخرة في "باين آند كومباني": "نمر بفترة استثنائية من حيث حجم الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية"، مشيرة إلى أن السوق شهد "انتعاشًا كبيرًا بعد جائحة كوفيد-19، إلا أن المرحلة الحالية تمثل عودة إلى حالة من الاستقرار النسبي".
وبالرغم من هذا التراجع المتوقع، تبقى التوقعات على المدى الطويل إيجابية، إذ ترى مونغولفييه أن "الطلب على السلع الفاخرة لا يزال قائمًا عالميًا، ونحن لسنا بصدد أزمة، بل نشهد تحوّلًا نحو طبيعة أكثر واقعية في السوق".
وبلغت قيمة مبيعات السلع الفاخرة عالميًا نحو 1.478 مليار يورو في عام 2024، إلا أن العام الجاري قد يشهد تباطؤًا، خاصة في مبيعات السلع الفاخرة الشخصية مثل الأزياء، الجلود، المجوهرات، والساعات، والتي تُشكل نحو ربع السوق، حيث يُتوقع انخفاضها بنسبة تتراوح بين 2% و5% وفقًا للسيناريو الأكثر ترجيحًا.
ووفقًا للدراسة، فقد بدأ عام 2025 بتراجع في الطلب تراوح بين 1% و3%، مقارنة بتوقعات إيجابية نسبيًا للربع الأخير من عام 2024.
كما تستعرض الدراسة سيناريوهين إضافيين: أحدهما متفائل يتوقع نمواً طفيفًا يتراوح بين -2% و+2%، والآخر متشائم يرجّح تراجعًا حادًا قد يصل إلى 9%. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA