أكد مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى قبرص يوهانس هان اليوم الثلاثاء، أنه مُنح تفويضاً واضحاً من الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة ولعب دور الوسيط، مما يُمكّن من إيجاد حل دائم للمشكلة القبرصية المُزمنة. كما أعرب عن رغبته في التواصل مع تركيا للبحث عن أرضية مشتركة لإيجاد حل مُمكن.
أدلى هان بهذه التصريحات خلال استقباله من قبل رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس، في القصر الرئاسي لأول مرة منذ توليه منصبه في الجزيرة. من جانبه، أكد الرئيس خريستوذوليذيس أن قبرص تُعول على دعمه ودعم الاتحاد الأوروبي لاستئناف المفاوضات بشأن قبرص.
رحب خريستوذوليذيس بهان قائلاً "نحن سعداء للغاية بوجودك هنا، ونعتمد على دعمك ودعم الاتحاد الأوروبي لاستئناف المفاوضات التي ستقودنا إلى حل للمشكلة القبرصية".
أشار الرئيس إلى أن دور الاتحاد الأوروبي هو دعم جهود الأمم المتحدة، لا أن يحل محلها، مضيفاً "إن الاتحاد الأوروبي يمتلك الأدوات اللازمة للوصول بنا إلى وضع مربح لجميع الأطراف المعنية. نحن ممتنون لقرار رئيسة المفوضية الأوروبية، إنه مؤشر واضح على اهتمام الاتحاد الأوروبي بحل القضية القبرصية".
قال الرئيس "نحن هنا للعمل معكم ودعم مهمتكم، ونأمل أن نسمع أخباراً سارة تعود بالنفع على قبرص والاتحاد الأوروبي وتركيا والمجتمع الدولي، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار ما يحدث في جوارنا ومنطقتنا".
وأكد الرئيس أن قبرص ستظل دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي بعد حل المشكلة القبرصية.
واختتم حديثه قائلاً "يمكن للاتحاد الأوروبي تقديم حلول لعدد من القضايا التي نناقشها على طاولة المفاوضات. إن مشاركتكم الفعالة ستساعدنا على استئناف المفاوضات".
من جانبه قال هان "لديّ تفويض واضح من الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية". وأشار إلى أن تفويضه "يتعلق بدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة. وأنا شخصياً أرى نفسي مُيسّراً، يُمكّن من إيجاد حل. هذه هي أول زيارة لي بهذه الصفة إلى قبرص، لأرى مختلف الجهات المعنية وأتواصل معها وأستمع إليها، لأن الأمر يتعلق أيضاً ببناء الثقة. وأنا مستعد للمشاركة لأنني أتفق تماماً مع ذلك".
أكمل هان "إذا نظرنا إلى الوضع الجيوسياسي الذي له تأثير كبير على هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط، أعتقد أنه ينبغي أن يكون لدينا كاتحاد أوروبي مصلحة قوية في تصدير الاستقرار لا استيراد عدم الاستقرار، وهذا فهمي الواضح. كان هذا فهمي عندما كنت مفوضاً لمفاوضات الجوار والتوسع".
وأضاف أن "مصلحتنا القصوى كاتحاد أوروبي تشمل جميع دولنا الأعضاء، وهي بناء علاقات حسن جوار". وأضاف أنه "يرغب في التواصل مع جيراننا الأتراك للبحث عن أرضية مشتركة لإيجاد حلٍّ مُحتمل لقبرص يمكن أن يُشكّل نموذجاً يُحتذى به لمشاكل أخرى حول العالم.
وفي هذا الصدد، أعتقد أننا مُتحدون في أننا نتشاطر المصلحة نفسها. إن حل القضية القبرصية سيصب في مصلحتنا القصوى، ليس فقط لشعب قبرص، بل لنا جميعاً، الأوروبيين وجيراننا أيضاً. وهذا ما يُرشدني ويُلهمني، وأنا مُمتنٌّ لقراركم، لقد اخترتموني ويمكنكم الاعتماد عليّ. سأبذل قصارى جهدي لإيجاد حلٍّ دائم، لأن هذا الوضع طال أمده منذ سنوات طويلة".
يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تُسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تُذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عُقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نهاية تموز/يوليو، عقب اجتماع مماثل عُقد في جنيف يومي 17 و18 أذار/مارس. كما أعلن غوتيريش أنه سيُعيّن مبعوثاً شخصياً جديداً بشأن قبرص للتحضير للخطوات التالية، في حين اتفق الجانبان على المضي قدماً في عدد من المبادرات، تشمل فتح المزيد من المعابر وإنشاء لجنة فنية للشباب، ومبادرات أخرى في المنطقة العازلة وفي جميع أنحاء الجزيرة.
بالفعل، قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مطلع أيار/مايو بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثاً شخصياً له إلى قبرص، مكلفة بإعادة التواصل مع الأطراف المعنية للعمل على الخطوات التالية بشأن القضية القبرصية وتقديم المشورة له. شغلت هولغوين منصب المبعوث الشخصي للأمين العام إلى قبرص من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2024.
كما عينت المفوضية الأوروبية يوهانس هان المفوض الأوروبي السابق، مبعوثاً خاصاً لقبرص للمساهمة في عملية التسوية، بالتعاون الوثيق مع هولغوين.
واق KCH/EC/AGK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية