(أنسامد) - مايو 30 - روما - تشهد قاعات متحف أوفيزي في فلورنسا عودة بارزة إلى القرن الثامن عشر من خلال معرض فني مميز بعنوان "فلورنسا وأوروبا.
فنون القرن الثامن عشر في أوفيزي".
يُقام المعرض، الذي يُشرف عليه كل من المديرة سيمون فيردي ورئيسة قسم الرسم في القرن الثامن عشر أليساندرا جريفو، حتى 28 نوفمبر، ويستعرض نحو 150 عملاً فنيًا من تلك الحقبة، بعضها يُعرض لأول مرة، والبعض الآخر يعود للظهور بعد غياب دام أكثر من عقد بسبب أعمال التوسعة التي شهدها المتحف.
يضم المعرض أعمالاً لعدد من كبار الفنانين الأوروبيين مثل غويا، وتيبولو، وكاناليتو، وفيجي لو برون، وليوتار، ومينجز، إضافةً إلى لوحة مهيبة للرسام الفرنسي بيير سوبليراس بعنوان "الزواج الصوفي للقديسة كاترين دي ريتشي"، التي اقتناها المتحف مؤخرًا.
وتتميز هذه اللوحة بعنصر تفاعلي فريد، حيث سيتم ترميمها أمام أنظار الزوار مباشرة، في تجربة تُضفي بعدًا جديدًا على العلاقة بين الجمهور والعمل الفني.
يمتد المعرض عبر الطابق الأرضي من المتحف، ويضم مزيجًا من اللوحات والمنحوتات والأثاث والخزف والمطبوعات والمنسوجات، تُجسد ملامح قرن شهد تحولات فكرية وجمالية كبرى. وتقول المديرة فيردي: "إنه قرن متعدد الأوجه، يتقاطع فيه المسار التاريخي لأوروبا مع بدايات أوفيزي كمتحف عام، يُعد من أوائل المتاحف الحديثة في القارة".
ففي منتصف القرن الثامن عشر، وتحديدًا عام 1769، فتح الدوق الأكبر بييترو ليوبولدو أبواب المتحف للعامة، بفضل الاتفاق التاريخي الذي أبرمته آنا ماريا لويزا دي ميديتشي، آخر أفراد سلالة ميديتشي، حيث تبرعت بمجموعات العائلة الفنية لمدينة فلورنسا "من أجل تزيين الدولة".
وصف فيردي المعرض بأنه يعبّر عن "الرسالة العالمية للمتحف"، ويوفر للجمهور تجربة غنية ومتنوعة، تشمل أعمالًا لم تُعرض منذ سنوات أو تُعرض للمرة الأولى.
يتضمن المعرض أقسامًا متخصصة تسلط الضوء على مدارس الرسم الجديدة التي نشأت في القرن الثامن عشر، ومن أبرز الفنانين المشاركين: جيوفاني دومينيكو فيريتي، وجوزيبي ماريا كريسبي، وكاناليتو، وفرانشيسكو جواردي. كما خُصصت غرفة للرسومات التخطيطية، من بينها عمل فني بارز لأنطون دومينيكو غابياني يعود لعام 1701، خُصص لقبة كنيسة سان فريديانو في تشيستيلو.
ويُخصص المعرض أيضًا مساحة للفنانين "البدائيين المسيحيين"، الذين أعيد الاعتبار لأعمالهم في الأوساط المناهضة لحركة التنوير، والتي مهدت بدورها لظهور التيار الرومانسي. كما يعرض لوحات تُجسد موضة "الاستشراق" المنتشرة آنذاك، مثل لوحة جان إتيان ليوتار لفتاة ترتدي زيًا تركيًا، وصورة لإمبراطور الصين كانغشي بريشة جيوفاني غيرارديني.
وفي لمسة جريئة، يتضمن المعرض منحوتات إيروتيكية، مستوحاة من "خزانة المتعة" التي وصفها الماركيز دو ساد في روايته جولييت.
ويُختتم المسار الفني للمعرض بقسم مخصص لأعمال تناولت "الجولة الكبرى"، ذلك التقليد الثقافي الأوروبي الذي كان شائعًا بين نبلاء أوروبا في القرن الثامن عشر.
بهذا المعرض، يؤكد متحف أوفيزي مجددًا مكانته كمؤسسة ثقافية نابضة بالحياة، تتيح للزوار ليس فقط استكشاف تاريخ الفن، بل معايشة تطوراته وتحولاته عن كثب. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA