CNA 10/12/2024

CNA - وزيرة الدولة لشؤون أوروبا: قبرص تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في مرحلة حرجة

أكدت وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية مارلينا راونا لوكالة الأنباء القبرصية، أن قبرص ستتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي خلال فترة حرجة تتسم بالتطورات الجيوسياسية وتأثيرات الأزمات المتعاقبة في السنوات الأخيرة. ستتولى قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2026.

 

قالت واونا في مقابلة مع وكالة الأنباء القبرصية، إن رئاسة قبرص ستركز على تعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​على نطاق أوسع، خاصة في ظل التوترات المتزايدة. كما تهدف قبرص إلى استضافة اجتماع غير رسمي للمجلس الأوروبي لمعالجة هذه القضايا على مستوى رؤساء الدول والحكومات. وأشارت إلى أن الرئاسة القبرصية ستواجه العديد من التحديات المعقدة، من بينها المفاوضات بشأن الإطار المالي الجديد المتعدد السنوات والسياسة الزراعية المشتركة الجديدة. كما ستشمل الأولويات أيضاً الهجرة والابتكار والقدرة التنافسية والسياسات الاجتماعية.

 

أشارت راونا إلى ان الاستعدادات المكثفة جارية بالفعل، وبالأخص في مركز مؤتمرات نيقوسيا، الذي سيستضيف آلاف الزوار والاجتماعات الرئيسية. وقالت إن قبرص تهدف إلى العمل "كوسيط نزيه ومحايد" خلال رئاستها في عام 2026.

 

حددت راونا الاستعدادات التفصيلية، التي تنطوي على التنسيق بين أمانة الرئاسة القبرصية والوزارات والخدمات الحكومية. وكما قالت، سترأس قبرص ما يقرب من 180 مجموعة عمل ومجموعات فرعية تابعة للاتحاد الأوروبي، إلى جانب 100 مجلس وزاري، من بينها 15-20 اجتماعاً وزارياً غير رسمي سيعقد في قبرص، إلى جانب مئات الاجتماعات والمؤتمرات الأخرى.

 

بحسب واونا، إن تجديد مركز مؤتمرات نيقوسيا جارٍ، ومن المتوقع أن يكتمل المبنى المجاور لمعهد قبرص للفنادق والمطاعم والذي سيعمل كمركز صحفي، بحلول أكتوبر 2025. سيخضع مركز المؤتمرات لتجديدات جزئية لتلبية معايير الأمن والترجمة عالية المستوى.

 

أشادت الوزيرة بالموظفين ذوي الخبرة والكفاءة في البلاد على الرغم من الموارد البشرية المحدودة في قبرص. وقالت إن حوالي 200 موظف، موزعين على الوزارات والخدمات والبعثات الدبلوماسية، سيشاركون في الرئاسة. وأضافت أن عملية التوظيف بدأت بالفعل، من بينها الإعارة إلى التمثيل الدائم في بروكسل. 

 

كشفت راونا أن الخطط تتقدم لاستضافة أكثر من 200 حدث واجتماع خلال رئاسة قبرص، والتي ستجذب أكثر من 20 ألف زائر. وأضافت أن الهدف هو إشراك جميع مناطق قبرص في البرنامج الثقافي للرئاسة والإقامة.

 

كما أقرت بالتحدي المتمثل في ضمان الحركة والربط بين قبرص وبروكسل، مشيرة إلى المناقشات الجارية مع شركات الطيران والمديرية العامة للتنقل والنقل التابعة للمفوضية الأوروبية لإيجاد حلول.

 

قالت الوزير أيضاً إن تطوير برنامج رئاسة الثلاثي، بالتعاون مع بولندا والدنمرك هو في مرحلة متقدمة، ومن المتوقع الإعلان الرسمي عنه في كانون الأول/ديسمبر 2025. وأوضحت أن أولويات الثلاثي، فضلاً عن الأولويات الوطنية لقبرص، ستتوافق مع أجندة الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية 2024-2029 ومقترحات المجلس الحالية.

 

وشددت راونا على أن قبرص ستسعى إلى ترك بصمتها الخاصة، من خلال التركيز على علاقات الاتحاد الأوروبي مع جوارها الجنوبي والشرق الأوسط والخليج، مع مراعاة التطورات الجيوسياسية في تلك المناطق. كما تعد الهجرة والتوسع والأمن البحري والاتصال عبر الحدود والابتكار والقطاع الأولي وتغير المناخ من أهم الأولويات.

 

أضافت أن "هذه القضايا ومن خلال التشاور مع الشركاء الاجتماعيين والحكومة، والذي سيبدأ في نهاية العام ويكثف في كانون الثاني/يناير، ستشكل الأساس لتطوير البرنامج الوطني لقبرص".

 

قالت راونا إن قبرص ستعمل كوسيط نزيه لدفع الأجندة الأوروبية، برؤية لاتحاد أوروبي أفضل وأكثر تنافسية ومرونة وتركيزاً على المواطنين. إلا أنها مع ذلك، أقرت بالمشهد الجيوسياسي والاقتصادي الصعب الذي تفاقم بسبب الأزمات المتعاقبة في السنوات الأخيرة.

 

تحدثت الوزيرة عن "التحدي الذي ستواجهه قبرص وهو أنها ستتولى الرئاسة في منعطف حرج، سواء بسبب التطورات الجيوسياسية أو الأزمات المتعاقبة التي كان على الاتحاد الأوروبي مواجهتها في السنوات الأخيرة، وأن كل هذا جلب تحديات اقتصادية خطيرة، وتحديات للقدرة التنافسية وللمواطنين".

 

أضافت أن التحدي الآخر هو تولي الرئاسة في بداية دورة مؤسساتية وتشريعية جديدة للاتحاد الأوروبي.

 

قالت راونا أنه من بين التحديات التي ستواجهها قبرص أيضاً، المفاوضات المتعلقة بالإطار المالي المتعدد السنوات للسنوات الخمس المقبلة. وأعربت عن ثقتها في أن قبرص، بعد أن تعاملت مع مفاوضات مماثلة في عام 2012، ستدير هذه المحادثات بنجاح. كما سلطت الضوء على الطبيعة المعقدة للسياسة الزراعية المشتركة الجديدة، والتي تؤثر على العديد من مواطني الاتحاد الأوروبي ومصالح الدول الأعضاء، نظراً إلى الظروف الاقتصادية الحالية والتحول الأخضر.

 

وقالت أيضاً إن جزءاً كبيراً من الملفات التي سيتعين على قبرص إدارتها تتعلق بشكل أساسي بقضايا الزراعة والعدالة والقدرة التنافسية، فضلاً عن مسائل مجلس الشؤون الاقتصادية والمالية.

 

أكدت راونا على الدور الاستراتيجي لقبرص كجسر بين شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والاتحاد الأوروبي. وقالت أن قبرص أشارت دائماً إلى التحديات والفرص في هذه المنطقة، وحثت الاتحاد الأوروبي على الاستثمار بشكل أكبر في هذه المجالات.

 

أشارت أيضاً إلى أن قبرص أثبتت قدرتها كوسيط نزيه، وذلك من خلال مبادرات مثل ممر "أملثيا" الإنساني إلى غزة وخطة "إستيا"، لتسهيل إجلاء المدنيين عبر قبرص من المناطق عالية الخطورة.

 

كما أشارت راونا إلى أن قبرص تهدف إلى تعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع المنطقة خلال رئاستها. وقالت إنه خلال الرئاسة سيتم استضافة مجلس أوروبي غير رسمي على مستوى القادة، بهدف التركيز على المنطقة والجوار الجنوبي.

 

وقالت راونا أيضاً إن قبرص عملت بجد لزيادة الوعي في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتحديات الفريدة التي تواجهها البلاد في مسألة الهجرة، بالنظر لموقعها الجغرافي ومكانتها كدولة عضو تحت الاحتلال. وذكرت بالمبادرات الناجحة على مستوى الاتحاد الأوروبي، من بينها الاتفاق الاستراتيجي مع مصر والمساعدات المقدمة إلى لبنان التي ساعدت في إدارة تدفقات الهجرة.

 

أضافت أن جمهورية قبرص أثبتت أنها وسيط نزيه في هذه القضية أيضاً، وفهمت التحديات بشكل مباشر.

 

وقالت "عندما تتحدث قبرص في بروكسل عن الهجرة وكيفية معالجتها سواء في جوانبها الداخلية أو الخارجية، فإن مواقفها مفهومة جيداً".

 

كما أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي بصدد تنفيذ ميثاق الهجرة واللجوء بعد 10 سنوات من المفاوضات. وأوضحت أنه من المهم فرض جوانب مثل الحدود الخارجية الآمنة للاتحاد الأوروبي، والرقابة الصارمة، وتنفيذ إجراءات سريعة وفعالة. وذكرت أيضاً أنه سيتم التركيز على استغلال الهجرة.

 

وفيما يتعلق بالقدرة التنافسية لأوروبا، أكدت راونا أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي المحافظة على دوره الجيوسياسي العالمي من خلال القدرة التنافسية. وسلطت الضوء على أهمية تقرير دراجي، الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان القدرة التنافسية المستدامة والأمن الاقتصادي وخلق فرص عمل ذات جودة.

 

وقالت إن قبرص تدعم الجهود الرامية إلى الحد من الأعباء الإدارية على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وترى قطاعات مثل الشحن كمساهمين رئيسيين في القدرة التنافسية. وأكدت راونا أن قبرص ستدعم مبادرة المفوضية الأوروبية لإبرام اتفاقية تنافسية جديدة.

 

أخيراً، أكدت راونا على الأجندة الاجتماعية باعتبارها ركيزة أساسية لرئاسة قبرص. وإدراكاً منها لتأثير الأزمات المتعددة على المواطنين الأوروبيين، قالت إن قبرص ستعطي الأولوية للسياسات المتعلقة بالصحة والتوظيف والشباب، بهدف إنشاء عقود عادلة وظروف عمل جيدة وإسكان ميسور التكلفة في جميع أنحاء أوروبا.

 

وأشارت إلى أن قبرص ستركز أيضاً على قضايا حرجة مثل السرطان والصحة العقلية والأمراض النادرة، مما يضمن بقاء البعد الاجتماعي جانباً رئيسياً في قيادتها للاتحاد الأوروبي.

 

يذكر أن قبرص الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، مازالت مقسمة منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974. تولت الجزيرة الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لأول مرة في عام 2012.

 

 

واق TNE/MK/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية