(أنسامد) - ديسمبر 16 - روما - لأول مرة، يُدرج مشروع وطني شامل الطقوس والتقاليد والمهرجانات واللهجات والمنتجات المحلية والفعاليات الشعبية، إلى جانب عروض الزهور والمسيرات التاريخية، ضمن أول إحصاء إيطالي للتراث الثقافي غير المادي.
وقد عُرض اليوم أمام مجلس النواب التقرير المرحلي لهذا المشروع الطموح، الذي يهدف إلى توثيق وحماية أحد أكثر أشكال التراث هشاشة وأهمية.
ويعود تأسيس المشروع إلى الاتحاد الوطني الإيطالي للمهتمين بالثقافة المحلية (UNPLI)، بالتعاون مع الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية (ANCI) والمعهد المركزي للتراث الثقافي غير المادي، تحت إشراف وزارة الثقافة.
ويسعى المشروع إلى جمع جوهر الجذور الثقافية الإيطالية والحفاظ عليها وتعزيزها، وضمان نقلها واستمراريتها للأجيال القادمة.
ويتضمن المشروع إنشاء منصة رقمية متخصصة تحمل اسم radiciculturali.it، مكرسة لرسم خريطة شاملة لجميع عناصر التراث الثقافي غير المادي في إيطاليا.
وتُعتمد المواد المدرجة على المنصة من قبل خبراء مختصين وفق منهج علمي دقيق. ويضم الموقع حاليًا أكثر من 30 ألف عنصر معتمد، إضافة إلى نحو 12 ألف عنصر قيد المراجعة والموافقة.
ويشمل العمل ما يقارب 3000 متحف ومتحف بيئي، بمساهمة فعالة من أكثر من 2600 خبير وباحث ومتطوع، إلى جانب إنشاء ست شبكات موضوعية وإضافة أكثر من 5000 محتوى متعدد الوسائط.
وقال أنطونيو لا سبينا، رئيس اتحاد UNPLI:"نحن بصدد إنشاء منصة رسم خرائط نابضة بالحياة، غنية بالتاريخ والهوية. وبمساهمة جميع الجهات المعنية، نضع الأسس ليس فقط لمنصة عرض، بل لعمل جوهري لحفظ وتوثيق تراثنا الثقافي الهائل، الذي يُعد من بين أكثر أشكال التراث هشاشة.
فهذا التراث غالبًا ما يستند إلى ذكريات وتجارب الناس، وخاصة كبار السن أو من رحلوا عنا، ممن حافظوا عليه عبر الزمن. ويسهم هذا التعداد في منع ضياع الذاكرة الجماعية، ويمنحها قيمة جديدة للمجتمعات المحلية، لتصبح محركًا للسياحة والتنمية. وسيظل هذا التعداد مستمرًا، لأنه تراث حي يُنقل ويتجدد باستمرار." من جانبه، أوضح روبرتو بيلا، نائب رئيس الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية (ANCI)، في مداخلة عبر رابط فيديو من بروكسل، أن المشروع"يضع البلديات والمجتمعات المحلية في صميم الجهود الرامية إلى حماية التراث الإيطالي العريق، وقد انبثق بفضل تعديل برلماني أتاح المساهمات المباشرة من جميع المناطق. وبهذا، تصبح البلديات ومنظمات (برو لوكو) أطرافًا فاعلة في التوعية والحماية والترويج، بما يعزز العلاقة بين المؤسسات والهويات المحلية والتنمية الإقليمية." وأضاف أن أهمية هذا الحدث تتضاعف لتزامنه مع الأسبوع نفسه الذي اعترفت فيه منظمة اليونسكو بالمطبخ الإيطالي كتراث ثقافي غير مادي للبشرية للمرة الأولى.
وفي رسالة مصورة، أكد رئيس مجلس النواب لورينزو فونتانا أن:"إيطاليا كانت ولا تزال حامية للتقاليد الشعبية واللغات والمعارف والمظاهر الموسيقية والفنية التي لم يمسها الزمن، والتي توارثتها الأجيال. إنها ثروة عظيمة متجذرة في الممارسات والطقوس اليومية، وتمنح مجتمعاتنا التماسك والشعور بالانتماء." بدورها، شددت وزيرة السياحة دانييلا سانتانشي، عبر رابط فيديو، على الدور الحيوي للتراث الثقافي غير المادي في دعم السياحة، قائلة:"يسهم هذا المشروع بشكل كبير في الترويج لإيطاليا القرى وتنويع العروض السياحية على مدار العام. وخلال عامي 2024 و2025، نشهد زيادة ملحوظة في أعداد السياح خلال الفترات الأقل ازدحامًا، وهو نمو يرتبط مباشرة بالغنى الاستثنائي للتقاليد المحلية، التي تلعب فيها هيئات السياحة المحلية دورًا محوريًا بصفتها حامية لهذا الإرث، والمسؤولة عن نقله إلى الأجيال الجديدة." (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA