ANSA 12/11/2025

ANSA - سردينيا تحتفي بفن البليسيه عبر العصور افتتاح معرض "بليسيه سمبر بليسيه" في قلعة المتاحف بكالياري

(أنسامد) - ديسمبر 5 - روما - رغم أن كلمة بليسيه فرنسية الأصل، فإن فن طيّ الأقمشة يمتلك جذورًا عميقة في سردينيا، حيث تظهر تقنياته التقليدية بوضوح في الأزياء المحلية.

ففي زيّ جافوي تصل الطيات إلى ثلاثمائة طيّة، بينما يبلغ عددها في زيّ فوني نحو ستمائة طيّة.

 

لكنّ تاريخ هذه الحرفة يعود إلى ما هو أقدم بكثير: إلى العصر الحجري الحديث الأوسط، أي قبل نحو ثمانية آلاف عام، كما يؤكد الخبراء.

ويجسّد تمثال ديسيموبتسو، المكتشف في موقع سو كونجياو دي ماركو والمحفوظ في متحف كالياري الأثري، أحد أبرز الشواهد على وجود الطيات والتموجات في تمثيلات الجزيرة منذ عصور ما قبل التاريخ.

وفي تقديم مشروع " بليسيه"، قالت عالمة الآثار وعضو مجلس إدارة المتاحف الوطنية في كالياري ماريا أنطونيتا مونجيو:"هناك رابط مشترك يعود بنا إلى ثمانية آلاف عام.

 

إنها موجة مستمرة امتدت بلا انقطاع عبر العصور النوراجية والرومانية وما تلاها." ويؤكد القائمون على المشروع أن فكرة طيّ الألياف النباتية والحيوانية ظهرت مبكرًا في تاريخ البحر الأبيض المتوسط وسردينيا، وهي موثقة في العديد من القطع الأثرية ذات القيمة الفنية والتقنية، والتي تحكي تاريخًا لغويًا وجماليًا وصناعيًا ممتدًا حتى يومنا هذا.

سيُفتتح القسم الأساسي للمشروع في 15 ديسمبر داخل قلعة المتاحف في كالياري، بمشاركة أعمال فنية معارة من مؤسسات دولية مرموقة، أبرزها مؤسسة كابوتشي التي تعرض قطعًا فريدة للمصمم الشهير روبرتو كابوتشي.

أما الحضور السرديني فيمثّله الفنانون أنجيلو فيجوس وأنطونيو ماراس ولوتشيانو بونينو، إلى جانب قطع أثرية نادرة من جمعية أركيكو نفراتيرنيتا دي جينوفيزي، وثلاثة أردية كهنوتية من القرن الثامن عشر، وقطعة روشيه من أواخر القرن السابع عشر.

كما تُعرض مصادر نسيجية مهمة من مجموعات المعهد الإقليمي للإثنوغرافيا (ISRE). ويشتمل مشروع "بليسيه " على برنامج واسع من الفعاليات خلال الأشهر المقبلة، تتضمن مؤتمرات، وورش عمل، وأنشطة تعليمية، وتجهيزات فنية، بمشاركة باحثين ومتخصصين من مجالات الموضة والتصميم ودراسات النسيج والمؤسسات الثقافية.

ويقول مصمم الأزياء ومؤرخ الموضة أليساندرو لاي من كالياري، والمقيم في روما: "لقد وجد فن البليسيه في سردينيا أرضًا خصبة للغاية، كما هو الحال في حضارات متوسطية أخرى. لم يُثنِ تعقيد هذا الفن أحدًا عن ممارسته، وهو ما يُضفي عليه هالة من السحر والغموض." بهذا المعرض، تؤكّد سردينيا دورها التاريخي والحاضر في الحفاظ على تقاليد النسيج المتوسطية، وتعيد تقديم فن الطي باعتباره لغة جمالية عابرة للزمن. (أنسامد).

 

ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA