(أنسامد) - أكتوبر 28 - روما - بعد سنوات من العمل الدؤوب، يوشك مشروع ترميم سراديب الموتى في سان جينار وومقبرة فونتانيل على الانتهاء، تمهيدًا لإعادة افتتاحهما قريبًا أمام الجمهور، في خطوة تُجسد نهضة حي سانيتا التاريخي بفضل جهود تعاونية "لا بارانزا".
تأسست التعاونية عام 2006 على يد مجموعة من الشباب بقيادة الكاهن دون أنطونيو لوفريدو، بهدف إنقاذ الحي من التهميش والعزلة الاجتماعية التي عانى منها على مدى قرنين.
انطلقت المبادرة بترميم سراديب سان جاوديوسو، ثم توسعت لتشمل سراديب سان جيناروالتي تحولت من موقع مهجور إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في نابولي، حيث ارتفع عدد الزوار من 6 آلاف سنويًا إلى أكثر من 230 ألف زائر.
اليوم، توظف "لا بارانزا" نحو 70 شابًا وشابة، وساهمت في ترميم أكثر من 13 ألف متر مربع من التراث التاريخي، كما أنشأت شبكة واسعة تضم تعاونيات صغيرة، وحرفيين، ومراكز تعليمية، ومبادرات اجتماعية لدعم الفئات الهشة.
إعادة افتتاح مقبرة فونتانيل، المغلقة منذ عام 2020 لأسباب أمنية، ستكون الخطوة التالية في هذا المسار.
تمتد المقبرة على مساحة 3000 متر مربع وتُعد رمزًا للتقاليد الشعبية النابولية، حيث كانت تُقام فيها طقوس "أنيمي بيزنتيلي" لتبني جماجم الأرواح المنسية.
ويجري حاليًا إعداد أدلة صوتية جديدة تتضمن شهادات نساء نابوليات عاصرن تلك الطقوس القديمة.
إلى جانب ذلك، تقدم التعاونية للسياح تجربة فريدة عبر مسار "الميل المقدس" (Il Miglio Sacro)، الذي يمتد على مدى ثلاث ساعات، مرورًا بأهم معالم سانيتا التاريخية، مثل كنيسة سانتا ماريا ديلا سانيتا، وقصر ديلو سبانيولو، ومتحف ياجو.
قصة "لا بارانزا" أصبحت أيضًا محور المسلسل الدرامي الجديد "نحن حي سانيتا" (Noi del Rione Sanità) من إخراج **لوكا مينيرو، والمعروض على قناة RAI 1، والذي يروي رحلة التحول الاجتماعي والثقافي لحي كان يُعد من أكثر مناطق نابولي تهميشًا. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA