(أنسامد) - أكتوبر 12 - روما - أُغلق يوم الأربعاء مقهى جريكو العريق، أحد أقدم المقاهي في العاصمة الإيطالية روما، بعد تنفيذ قرار قضائي أعاد ملكية المبنى إلى مالكه الشرعي، مستشفى إسرائيليتي، إثر نزاع قانوني استمر لسنوات.
ويقع المقهى في شارع كوندوتي الفاخر، على بعد خطوات من الدرج الإسباني، ويُعد من أبرز معالم المدينة الثقافية والتاريخية، حيث يعود تأسيسه إلى القرن الثامن عشر.قبل تنفيذ الإخلاء، صادرت السلطات نحو 300 قطعة فنية، من لوحات ومنحوتات وتحف ثمينة.
وبحسب النيابة، قام المستأجر بنقل هذه القطع من أماكنها الأصلية داخل المبنى، وهو ما يُعد مخالفة للقواعد الصارمة الخاصة بحماية المباني التاريخية، ما دفع إلى فتح تحقيق جديد أُضيف إلى الملف القضائي المعقّد للمقهى.
يعود أصل النزاع إلى عام 2017، حين طالب المستشفى - مالك العقار - بعدم تجديد عقد الإيجار، مؤكدًا حقه القانوني في استعادة المبنى بعد انتهاء العقد.
وبعد سلسلة من المعارك القضائية، أيدت محكمة النقض العليا قرار إنهاء الإيجار، ليُنفذ أمر الإخلاء بعد عدة تأجيلات.
وهكذا، أُسدل الستار مؤقتًا على أحد أهم رموز المقاهي الثقافية في إيطاليا، إلى جانب مقهى "فلوريان" في البندقية.
وقد كان "جريكو" على مدار قرون ملتقى للفنانين والمثقفين، وحاضنة للأفكار والمدارس الأدبية، حيث ارتاده أعلام مثل: تشارلز بودلير، أنطونيو كانوفا، جيمس جويس، جيواكينو روسيني، صوفيا لورين، ريناتو غوتوزو، وفيديريكو فيليني.
ورغم الإغلاق، لا تنوي إدارة المستشفى طي صفحة هذا المعلم العريق.
فقد أكد فرانشيسكو ليوزابا، المفوض الاستثنائي لمستشفى إسرائيليتي، أن "إعادة افتتاح مقهى جريكو تمثل أولوية قصوى"، مشيرًا إلى أن العمل على تنفيذ خطة إعادة التشغيل سيبدأ "في أقرب وقت ممكن"، ضمن خطة لإعادة إحياء المشروع".
(أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA