وطنية - احتفل "المعهد العربي للمرأة (AiW)" في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) بإعادة تفعيل منصة "مَن هي في لبنان" "Who is She" وهي قاعدة بيانات إلكترونية تحتوي على ملفات لنساء لبنانيات بارزات معاصرات. المشروع، بحسب بيان للجامعة، هو ثمرة شراكة ثنائية منذ العام 2008 مع المركز الدنماركي للمعلومات عن النساء والنوع الاجتماعي (KVINFO)التابعة لوزارة الثقافة في الدنمارك. وتم تحديث هذا الموقع الإلكتروني في عام 2024 في سياق مشروع "النساء في القيادة" بتنفيذ من "المعهد" بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وبتمويل من حكومة كندا.
حضر الاحتفال في "مكتبة رياض نصار التذكارية" في حرم بيروت كل من وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور شوقي عبدالله، زوجة رئيس الوزراء السفيرة السابقة سحر بعاصيري سلام، وحشد من المهتمين لا سيما من السيدات والناشطات في الحركة النسوية.
بداية، تقديم للمديرة التنفيذية "للمعهد" ميريام صفير تلاها رئيس الجامعة الذي رحب بالمشاركين/ات وتحدث عن الدور الرائد الذي ينهض به "المعهد العربي للمرأة" في العالم العربي في الترويج للمساواة الجندرية وكل ما يتصل بها من ابحاث وسياسات تغييرية. واشار الى ان "الجامعة وضعت ومنذ تأسيسها مسألة تعليم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع في صلب رسالتها التربوية والثقافية، وهي قامت بتخريج اجيال من السيدات اللواتي عملن على تغيير وجه لبنان والمنطقة في قطاعات التعليم والخدمة العامة والفنون والعلوم والاعمال. ورأى ان إعادة تفعيل منصة (Who is She) يقود رسالة الجامعة الى مستوى جديد، لأن هذه المنصة ليست فقط لعرض الاسماء بل هي شاهدة حية على إنجازات المرأة في مختلف القطاعات والصناعات وميادين العمل، وتقدم صورة جيدة عن الدور القيادي الذي تضطلع به المرأة في عالمنا. واضاف ان هذه المنصة تسلط الضوء على إنجازات مغمورة لسيدات تمكنّ من كسر الحواجز والمعوقات، كما تشكل حافزاً للاجيال الجديدة من الشابات لم يمكنهن تحقيقه". وشكر عبدالله شركاء الجامعة، برنامج الامم المتحدة الإنمائي، وهيئة الامم المتحدة للمرأة، وحكومة كندا. وخلص الى" تأكيد التزام الجامعة العمل من اجل دعم قضية المرأة والعمل من اجلها في كافة المحافل".
تحدثت الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي بليرتا اليكو، عن اهمية التعاون مع "المعهد العربي للمرأة" لتعزيز دور المرأة، واشارت الى ان منصتي (Who is She) تعملان في مصر ولبنان، وتطرقت الى اهمية مواجهة المشكلات التي تواجهها المرأة على صعد مختلفة وشكرت "المعهد" على جهوده وإعادة الاطلاق الناجحة. وكانت كلمة عبر الانترنت للسيدة كاتارينا بلومكويست من KVINFO.
ثم تولت المديرة التنفيذية للمعهد ميريام صفير في كلمة، شرح الانشطة التي يقوم بها المعهد، واوضحت ان المنصة تهدف الى اضافة اسماء جديدة من السيدات والادوار التي ينهضون بها على مستويات مختلفة. واوضحت آلية التسجيل على المنصة وفريق العمل الذي سيتولى هذه المهمة، وتمنت ان يكون لكل وزارة في لبنان منصة مخصصة للسيدات العاملات لديها.
ثم قدمت لندوة شارك فيها: الوزيرة حنين السيد، رئيسة الكونسرفاتوار الوطني الدكتورة هبة قواص، المهندسة المعمارية منى الحلاق والصحافية آلسي مفرج تحدثت خلالها كل منهن عن تجربتها، وابرزها الوزيرة السيد التي عرضت لتجربتها في العمل مع البنك الدولي. كما تطرقت الى دور وزارة الشؤون في دعم قضية المرأة وقالت ان الحكومة اللبنانية وافقت على تغيير اسم الوزارة من الشؤون الاجتماعية الى التنمية الاجتماعية، واهم ما فيها تنمية دور المرأة وتمكينها اقتصادياً بكل الطرق المتوافرة سواء من خلال الاعمال الحرة او الوظيفية. واشارت الى أن قسماً كبيراً من موظفي وزارتها هم من النساء الاكفاء اللواتي يمتلكن قدرات ممتازة.
وتحدثت الدكتورة قواص عن حبها للموسيقى وعملها من اجل دفعها قدماً الامر الذي جعلها السيدة العربية الاولى التي تؤلف موسيقى. ودعت الى عدم الاستهانة بقوة التعاون والشراكة في العمل، وقدمت نموذج الشبكة العربية الشاملة التي ردمت الهوة التي كانت موجودة في البنى التحتية للموسيقى في لبنان والمنطقة. وقالت: "أعتقد أن الجرأة المبكرة التي انطلقت من خلالها لتكوين منصة موسيقية لأتمكن من تأليف موسيقاي الخاصة، إنما مهدت الطريق للتوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
أمّا المهندسة منى الحلاق فتحدثت عن شغفها في حفظ مباني بيروت القديمة، والنضال المتعدد الاوجه الذي قامت به ما اكسبها شهرة واسعة لمعارضتها تفكيك مبنى بركات، الذي اصبح يعرف اليوم باسم "بيت بيروت"، الراسخ بالحفاظ على ذاكرة المدينة وتراثها، واصبح يضم صالات للمعارض تروي قصصاً عن تاريخ العاصمة وتشهد على دور المرأة.
بدورها تحدثت الصحافية مفرج عن تجربتها في مهنة المتاعب حيث شعرت احياناً بالعزلة في سعيها للمطالبة بحقوق المراسلين/ات الميدانيين/ات. واشارت الى أن "العقبات غالبًا ما تكون متخيلة، خاصة عندما يُركّز المرء عينيه على الهدف". وحضت على مواصلة النضال من اجل حرية الصحافيين/ات وحقوقهم/ن.