وطنية – قدمت مجموعة Les Solistes de Beyrouth أداء عالميا حمل رسالة فنية وإنسانية عابرة للحدود دعمًا لرابطة كاريتاس لبنان، في أمسية استثنائية احتضنتها القاعة الأسطورية Victoria Hall في جنيف – المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو.
نُظِّم الاحتفال الفني الضخم، بدعم من دائرة الثقافة في مدينة جنيف ونخبة من الفنانين العالميين في تظاهرة فنية راقية احتفت بالإبداع اللبناني وتميّزه على الساحة الدولية، بحضور السفيرة اللبنانية في سويسرا رولا نور الدين والمندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير سليم بدورة، وعدد من الشخصيات الرسمية والروحية والثقافية.
افتُتحت الأمسية بكلمة لرئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود قال فيها: "باسم كاريتاس لبنان، أشكركم من القلب على هذا اللقاء الجامع بين الموسيقى والجمال والتضامن. هذا الحفل أكثر من مجرد حدث ثقافي، إنه فعل محبة، تمامًا كما قال القديس أوغسطين: «حيث يوجد الحب، هناك الله». وها هو الله حاضر الليلة في كل نغمة ترتفع، في كل نظرة تتجه نحو لبنان المتألم. "كما يذكّرنا الفيلسوف إيمانويل ليفيناس: «وجه الآخر يدعوني إلى المسؤولية». أنتم لبيتم هذا النداء بحضوركم، بإصغائكم، وبدعمكم".
أضاف: "بفضلكم، وبفضل أصدقاء مثلكم، تواصل كاريتاس لبنان رسالتها في خدمة الإنسان، رغم العاصفة. هذه الليلة ليست فقط تحية للبنان، بل نشيد حيّ للأخوّة الإنسانية. فلتكن هذه الموسيقى صلاة: من أجل السلام في لبنان، ومن أجل كرامة كل إنسان."
ورغم أن عدد المؤدين لم يتجاوز العشرين، فإن وقع أصواتهم في القاعة أعطى انطباعًا بفرقة مكوّنة من خمسين فنانًا، قوةً وعمقًا. جاء الأداء تحت إشراف فني دقيق من المايسترو فرناندو عفارة الذي قاد الفريق بتناغم فأتاح لكل صوت وآلة أن تحتل مكانها ضمن نسيج متناغم راقٍ.
وتميز الاحتفال بمشاركة نخبة من الفنانين الدوليين: الميزّوـ سوبرانو العالمية كارين سيشاي، عازف البيانو الروسي ألكساندر شايكين، عازف الأرغن الفرنسي إيف لافارغ، مغنون من أوبرا جنيف وأوبرا لوزان
وشملت الأمسية برنامجًا متنوعًا امتد لأكثر من 90 دقيقة، تخللته روائع دينية من بولنك وروسيني، مرورًا بأعمال فيردي ومسكاني، وصولًا إلى فصول مختارة من أوبرا "كارمن" لـ بيزيه، التي نُفّذت خلال خمسين دقيقة بأداء درامي غنائي. وأطلت بأصواتها فاليري ميكائيل وكارين سيشاي وفيوليتا وأدى أمبواز ديفاريه آريا Don José بأداء فرنسي.
وأدت المجموعة نشيد حقوق الإنسان من تأليف الراحل جهاد زيدان، بصوت فيوليتا دمعا، قبل أن تختتم الليلة بتحية تراثية لبنانية من توقيع توفيق سكر، مزجت بين الإيقاعات الشرقية والروح الغربية.