ANSA 07/03/2025

ANSA - تحفة عصر النهضة"قاعة قسطنطين"في متاحف الفاتيكان تستعيد مجدها

(أنسامد) - يونيو 27 - روما - استعادت قاعة قسطنطين، أكبر قاعات الرسام الشهير رافائيل في متاحف الفاتيكان، رونقها الفني بعد عملية ترميم دقيقة امتدت على مدى عقدٍ كامل، اختُتمت في ديسمبر 2024، تزامنًا مع الاستعدادات لعام اليوبيل.

تُعد القاعة التي تحمل اسم الإمبراطور الروماني قسطنطين، تكريمًا لدوره التاريخي في منح المسيحيين حرية العبادة، من أبرز رموز فن النهضة في الفاتيكان.

وقد بدأ العمل على تزيينها خلال حبريتي البابا ليون العاشر وكليمنت السابع من آل ميديشي، حيث نفّذ رافائيل شخصيًا بعض الأعمال الزيتية المميزة، مثل "كوميتاس" و"إيوستيتيا"، بينما أكملت ورشته—بقيادة جوليو رومانو وجيوفان فرانشيسكو بيني—تنفيذ اللوحات الجدارية الضخمة.

استمر تزيين القاعة خلال الفترات البابوية اللاحقة، لا سيما في عهد بولس الثالث فارنيزي، مع تدخلات فنية من سيباستيانو ديل بيومبو.

أما زخرفة القبو المهيبة، فقد أُنجزت عام 1590 على يد توماسو لوريتي، أحد تلامذة ديل بيومبو، ومؤلف لوحة "انتصار المسيحية على الوثنية"، مستخدمًا تقنيات مذهلة في المنظور والنسيج البصري الخادع.

وخلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة الإعلان عن انتهاء أعمال الترميم، قالت مديرة متاحف الفاتيكان، باربرا جاتا، إلى جانب فريق من الخبراء والمرممين، إن هذا الإنجاز "ليس فقط مشروعًا للحفظ، بل فرصة جديدة لإعادة قراءة رمزية قاعة قسطنطين، التي تعود لتصبح أطلسًا بصريًا نادر السرد والقوة التعبيرية".

من جانبه، أوضح فابريزيو بيفيرالي، أمين قسم فنون القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أن الترميم أعاد قراءة التسلسل التاريخي للزخرفة، والتي تعكس المراحل الكبرى في تاريخ الكنيسة في القرن السادس عشر، بدءًا من سيطرة آل ميديشي، مرورًا بإصلاحات مجمع ترينت، وانتهاءً بعصر البابوية المضادة للإصلاح.

وأشار فابيو بياسينتيني، المرمم الرئيسي، إلى أن التنظيف أظهر الألوان الأصلية وسمح بفهم أدق للتقنيات المستخدمة وتطور العمل على مدى قرون، مضيفًا: "كان الترميم بمثابة رفع الستار عن طبقات الزمن، ليظهر الحوار البصري بين رافائيل وتلامذته من جديد".

أما من الناحية التقنية، فقد لعب مجلس البحث العلمي بقيادة فابيو موريسي دورًا محوريًا، من خلال استخدام تقنيات متقدمة في التصوير التحليلي، مثل الأشعة تحت الحمراء والفلورسنت فوق البنفسجية، إلى جانب التحليل الكيميائي والمسح الليزري ثلاثي الأبعاد، لتوثيق شامل ومتكامل للقاعة.

وقال موريسي: "هذه الأدوات التقنية مكنتنا من اختراق طبقات الزمن، وكشف تفاصيل دقيقة، وتفسير الفروق بين المدارس الفنية التي تداخلت في تنفيذ الزخارف، مما يعكس التعقيد البنيوي لموقع فني بهذا الحجم والأهمية في عصر النهضة".

قاعة قسطنطين اليوم، بعد ترميمها، ليست فقط شهادة فنية محفوظة، بل مساحة بصرية حية تعيد سرد لحظة محورية من التاريخ الأوروبي والكنسي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين والزوار لفهم أعمق لفن رافائيل ومدرسته.

 

 

(أنسامد).

 

ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA