(أنسامد) - يونيو 20 - روما - في ساحة أثرية ضخمة تمتد على مساحة تقارب 400 متر مربع، كشفت أعمال التنقيب الجارية في موقع نورا التاريخي، أحد أبرز المراكز القديمة في سردينيا، عن مشهد حضري متكامل تتوزع على أطرافه مساحات تجارية وغرف للإنتاج الحرفي، تطل عليها متاجر متخصصة في إنتاج الزيت، والنبيذ، والخبز.
يعيد هذا الاكتشاف رسم ملامح مركز نورا القديم، مُظهراً امتداده الواسع مقارنة بالمركز الرئيسي المعروف سابقاً.
وتُواصل جامعة كالياري حملات التنقيب في هذا الموقع الغني، الذي شهد تعاقب الحضارات الفينيقية والبونية والرومانية، مما يُضيف أبعادا جديدة من الفهم التاريخي والمشاعر الإنسانية المرتبطة بالمكان.
ويتركز البحث هذا العام في المنطقة العسكرية السابقة للموقع، التي لم تبدأ أعمال استكشافها إلا في عام 2013، وهو العام الذي حصلت فيه الجامعة على امتياز التنقيب.
ومنذ ذلك الحين، تحولت الحفريات إلى ورشة تعليمية مستمرة بمشاركة طلاب الجامعة، حيث تتوالى الاكتشافات عاماً بعد عام.
وتقول رومينا كاربوني، مديرة الحفريات والأستاذة في جامعة كالياري، في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية (ANSA): "نركّز على منطقة عملنا فيها منذ سنوات، وقد كشفت عن ساحة واسعة تحتوي على نافورتين ومجموعة من الغرف التي كانت تُستخدم في أنشطة حرفية، كتحضير الخبز وعصر الزيت".
وأضافت: "لقد عثرنا على خلاطات وفرن للخبز، بالإضافة إلى أدوات يُعتقد أنها من معصرة زيت، ما يجعل هذا السياق غنيًا من حيث المضمون والوظيفة، ويوفر لنا معلومات مهمة عن المراحل المتعاقبة لمركز نورا".
وأوضحت كاربوني أن موقع الساحة يقع خارج مركز المدينة القديمة، ما يُثبت أن نورا كانت أكثر امتدادًا مما كان يُعتقد في السابق.
وستشهد الحملة الجديدة مشاركة خمسين طالبًا من برامج الدراسات العليا وكلية التخصص في التراث الأثري، إلى جانب باحثين من جامعة كوينز في كينجستون، كندا.
وعلى الرغم من أن مناطق الحفريات لم تُفتح بعد أمام الجمهور، فإن الجامعة تعمل على تهيئة الموقع ليكون متاحًا للزيارة قريبًا.
وأشارت المديرة العلمية إلى أن هناك خطة لتنظيم مسارات سياحية تحت إشراف مرشدين، تتيح للزوار مشاهدة أعمال التنقيب عن قرب حتى أثناء سير الحملة، بهدف تحويل هذا الجهد العلمي إلى تجربة مستدامة ومفتوحة للجمهور.
وبالإضافة إلى النوافير والمعاصر، أسفرت الحفريات عن اكتشافات مدهشة أخرى، منها قوالب لصهر البرونز تُستخدم في صناعة القطع الأثرية، وأدوات تخص العناية بجسد المرأة، مثل الأصداف التي استُخدمت لجمع المراهم وتحويلها إلى مواد تجميل، فضلًا عن المجوهرات، الأساور، الخواتم، وأنواع مختلفة من الخزف يُعتقد أنها استُخدمت لنقل الزيت أو النبيذ أو لأغراض الطهي.
(أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA