(أنسامد) - مايو 18 - روما - قد يتحول الحلم بالسفر من إيطاليا إلى اليابان في غضون ساعة واحدة إلى واقع ملموس خلال بضع سنوات فقط.
ومن المنتظر أن تنطلق هذه القفزة النوعية في عالم التنقل من منطقة بوليا، وتحديدًا من ميناء غروتّاغلي الفضائي في مقاطعة تارانتو، الذي يُعد منصة واعدة للرحلات دون المدارية.
وقد كان هذا المشروع الطموح محور فعالية "الموانئ الفضائية لاقتصاد الفضاء المستقبلي"، التي نظّمتها منطقة بوليا ضمن فعاليات جناح إيطاليا في إكسبو 2025 أوساكا، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين وضيوف الشرف من مختلف أنحاء العالم.
افتتحت الفعالية نائبة المفوض الإيطالي إيلينا سغاربي، بالتعاون مع قسم تكنولوجيا الفضاء الجوي (DTA)، لمناقشة الدور الاستراتيجي الذي تلعبه بوليا في تعزيز الوصول المستقل إلى الفضاء لإيطاليا وأوروبا.
وقال جوزيبي أسيرنو، رئيس DTA ومديرها التنفيذي: "نحن في أسبوع 'تنقّل المستقبل' ضمن إكسبو 2025 أوساكا، ولا يوجد أفضل من بوليا لتعزيز علاقاتها مع أصدقائها اليابانيين".
وأشار أسيرنو إلى أن بوليا تقف في طليعة الابتكار في قطاع الفضاء الجوي، مشددًا على أن ميناء غروتّاغلي هو "أول ميناء فضائي في إيطاليا"، وأن المنطقة تستضيف أيضًا "أول منصة اختبار للطائرات دون طيار، بالإضافة إلى الحاضنة الوحيدة التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في جنوب البلاد، ضمن إطار DTA".
كما استعرض جناح إيطاليا مجموعة من الجهات الدولية التي استثمرت في المشروع الفضائي للمنطقة.
وقال جورج سي.
نيلد، رئيس التحالف العالمي للموانئ الفضائية: "عملنا مع منطقة بوليا لتطبيق تصورات حول كيفية مساهمة الموانئ الفضائية في الاقتصاد، ليس فقط عبر إطلاق الصواريخ، بل من خلال أنشطة مثل الإنتاج والتدريب والتعليم".
وأضاف نيلد: "أنا متحمس للغاية لإمكانية النقل من نقطة إلى أخرى على الأرض بسرعة تتجاوز قدرات الطيران التقليدي. هذه التكنولوجيا لا تزال في بداياتها، لكنها تحمل إمكانات ثورية".
وشاطرت ناوكو يامازاكي، الرئيسة التنفيذية لجمعية الموانئ الفضائية اليابانية ورائدة الفضاء السابقة في وكالة "جاكسا"، هذا التفاؤل، مشيرةً إلى فرص التعاون الأكاديمي والتعليمي بين اليابان وإيطاليا، وتبادل الخبرات لدعم الأجيال القادمة.
وأكدت أن الموانئ الفضائية تمثّل ركيزة حيوية لتوسيع القدرة على معالجة التحديات الأرضية من خلال الحلول الفضائية.
ويُعد ميناء بوليا الفضائي مشروعًا فريدًا، إذ يوجد حاليًا نحو 40 ميناء فضائي نشط في العالم، مع العديد من الموانئ الجديدة المخطط لها بحلول عام 2030. وبينما تتصدر الولايات المتحدة هذا المجال، تواصل أوروبا واليابان العمل على تطوير موانئ فضائية تجارية لتأمين موطئ قدم في هذا القطاع الاستراتيجي.
وفي إيطاليا، صممت الحكومة مطار غروتّاغلي ليكون أول ميناء فضائي وطني، وقد صادقت هيئة الطيران المدني الإيطالية (ENAC) على اللوائح الخاصة ببنائه وتشغيله، ما يمثّل خطوة مهمة نحو تأسيس قطاع فضائي مدني متطور.
ومن المقرر أن يتضمن المشروع، خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، حظيرة طائرات ومبنى متعدد الاستخدامات يشمل متحفًا، مركز أبحاث، وحاضنة أعمال للشركات الناشئة.
حضر الفعالية عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم فرانشيسكو باولو كانيتو، المستشار الأول في السفارة الإيطالية في اليابان؛ جيوفاني دي أنطونيو، مدير الابتكار التكنولوجي في ENAC؛ باتريزيو سوما، مدير المشاريع الخاصة في "مطار بوليا سبا"؛ يوشينوري أوداغيري، الرئيس التنفيذي لميناء سبيس كوتان - هوكايدو؛ وشيجيرو شيموسي، المدير التنفيذي لشركة سبيس ون والمشرف على ميناء سبيس كي.
(أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA
