NNA 02/19/2025

NNA - صالون "فيلوكاليا" استضاف الكاتبة كارمن بستاني لمناقشة كتابها الفرنسي الجديد "مي زيادة - شغف الكتابة"

وطنية - استضاف صالون "فيلوكاليا" الأدبي الكاتبة الدكتورة كارمن بستاني مناقشا كتابها الفرنسي الجديد "مي زيادة - شغف الكتابة" الصادر حديثا في باريس، في سياق الأنشطة التي ينظمها الصالون في عينطورة. 

سعد

افتتحت اللقاء رئيسة جمعية ومعهد "فيلوكاليا" الأُخت مارانا سعد فقالت: "نستقبل اليوم كاتبة استثنائية تبسط كتاباتها وأبحاثها حضورا ساطعا على المشهد الأدبي الفرنكوفوني، وعملها المعمق الملتزم الجديد يضيء على وجه بارز من تراثنا الثقافي: الكاتبة مي زيادة التي ليست أديبة وحسب، بل هي صوت نجح في تحدي الموروثات التقليدية وصدح بالفكر الحر الجريء، وكان من التزامها الثقافي النسوي وبحثها عن المطلق ومراسلاتها مع كبار أعلام عصرها، أن جعلت منها فكرا مضيئا في عصرها. وكارمن بستاني في كتابها الجديد نجحت في إِبراز فضاء تلك المرأة الاستثنائية التي تخبطت حياتها بين مقاومة روحها القوية وصراعها مع محيطها وتوقها إِلى المثالي في الجمال والحقيقة".

أضافت: "إن مي زيادة عاشت ثلاث سنوات (1900 إِلى 1903) في هذا الدير "دير الزيارة" في عينطورة كسروان، فكانت لها تلك السنوات مصدر إِيحاء أَساسيا، وما زالت كتاباتها الرهيفة والعميقة في آن، غذاء ثمينا لأَجيالنا حتى اليوم".

بعدها، كانت وصلة موسيقية من مدير "دار العود" لدى "فيلوكاليا" المؤلف الموسيقي شربل روحانا في تنويعات وارتجالات عذبة على آلة العود، أَعاد بها الحاضرين إلى أجواء عزف مي زيادة على العود في صالونها الأَدبي.

كيالي

ثم اعتلت المنبر الكاتبة زينة صالح كيالي وأَخذت تحاور الدكتورة بستاني حول كتابها ومسيرة تأْليفه، طارحة عليها مسائل عن حياة مي زيادة في "دير الزيارة"، وريادة مي في صالونها الأَدبي، وكتاباتها الجريئة في عصرها، ومسيرتها في مسألة تحرير المرأة، ثم مشكلتها التي أدت بها إِلى حال نفسية كئيبة. 

بستاني

وتوقفت بستاني عند "سنوات مي زيادة الثلاث في عينطورة، ومواقفها من راهبات الزيارة، وشعورها بالوحدة بينهن، وبدايات كتابتها بالفرنسية في الدير، ثم إِصدارها لاحقا مجموعة أزهار حلم بتوقيع مستعار إيزيس كوبيا".

وتطرقت إِلى "كتاباتها بالعربية، بدءا بجريدة والدها الياس زيادة المحروسة".

وتحدثت عن "علاقة مي زيادة بجبران، وروت كيف بدأت مع قراءة مي نص جبران في احتفال تكريم خليل مطران، وكيف بدأت بالمراسلة معه أدبية أولا، ثم تطورت إِلى رومانسية عاطفية، ولو عن بعد".

وتحدثت بستاني عن "جرأة مي زيادة في إنشاء صالونها الأدبي، وسط مجتمع ذكوري استقطب كبار أعلام عصرها: إسماعيل صبري، ولي الدين يكن، أَحمد لطفي السيد، رشيد رضا، يعقوب صروف، شلبي الشميل، سلامة موسى، أَحمد شوقي، خليل مطران، إِبراهيم المازني، عباس محمود العقاد، أَنطون الجميل، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، داود بركات، زكي مبارك وسواهم، وكانت تعزف لهم على العود والبيانو، مما جعل معظمهم يقع في هواها، وأبرزهم عباس محمود العقاد".

وذكرت بستاني "كيف كانت مي، إلى العربية، تتقن خمس لغات الفرنسية والأَلمانية والإِسبانية والإِيطالية والإِنكليزية، مما أَتاح لها أن تترجم روائع من آداب تلك اللغات، إِلى جانب مؤلّفاتها القصصية والروائية والأدبية التي تتخذ اليوم حيزا كبيرا من الأَدب العربي المعاصر".
وفي نهاية الحوار، وقعت الكاتبة على نسخ كتابها الجديد.